دخلت أزمة المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي مع إدارة النادي الأهلي مرحلة معقدة، بعدما اتخذ اللاعب موقفًا تصعيديًا برفضه الاستمرار، متمسكًا بالرحيل خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالية، في حين يصر النادي على بقاء اللاعب حتى نهاية عقده الممتد حتى عام 2029.

ورغم محاولات التهدئة، فإن الأحداث الأخيرة، من غيابات غير مبررة إلى تدخلات خارجية، تنذر بتصاعد الأزمة إلى ما هو أبعد من مجرد خلاف بين لاعب ونادي.

البداية.. التألق يُشعل الرغبة في الرحيل

انطلقت شرارة الأزمة عقب تألق وسام أبو علي اللافت في بطولة كأس العالم للأندية، حيث سجل ثلاثة أهداف أمام بورتو البرتغالي، ما فتح له أبواب الاحتراف الخارجي، وجعل اسمه محل اهتمام العديد من الأندية.

ومع انتهاء البطولة، بدأ سيل العروض يتجه نحو اللاعب، لكن إدارة الأهلي لم تتلقَّ سوى عرضين رسميين: الأول من الوصل الإماراتي، وبدأ بقيمة 2.5 مليون دولار، قبل أن يرتفع إلى 6 ملايين مع نسبة 20% من أي بيع مستقبلي، إلا أن العرض قوبل بالرفض بدعوى عدم توافقه مع قيمة اللاعب السوقية.

أما العرض الثاني، فجاء من كولومبوس كرو الأمريكي، وبلغ 6 ملايين دولار (5.25 مليون نقدًا، و750 ألفًا كحوافز)، بالإضافة إلى 10% من عائد البيع المستقبلي. ورغم جدية العرض، أصر الأهلي على مبلغ لا يقل عن 9.5 مليون دولار، مع 2.5 مليون دولار كحوافز إضافية.

ومع انتهاء المهلة التي حددها الأهلي للنادي الأمريكي في 10 يوليو دون رد، أعلنت إدارة النادي رسميًا غلق باب التفاوض والإبقاء على اللاعب.

اللاعب يرد بالتمرد

في تطور لافت، تخلف وسام أبو علي عن الحضور لجلسة القياسات البدنية المقررة ضمن بداية برنامج الإعداد للموسم الجديد، مبررًا غيابه بإصابته في العضلة الخلفية منذ مباراة بورتو.

لكن الشكوك بدأت تحوم حول موقف اللاعب، خاصة بعدما كشف الإعلامي أحمد شوبير أن وسام رفض الانضمام إلى معسكر الفريق في تونس، وأكد أن اللاعب "مصمم على الرحيل"، مشيرًا إلى أن نتائج الفحوصات الطبية ستكون الكلمة الفصل في القضية: إما إثبات الإصابة، أو كشف نوايا الضغط على الإدارة.

استبعاد رسمي من المعسكر

وجاء الرد من داخل النادي سريعًا، حيث قرر محمد يوسف، المدير الرياضي للنادي الأهلي، بالتشاور مع المدير الفني خوسيه ريبيرو، استبعاد وسام أبو علي من معسكر الإعداد الخارجي في مدينة طبرقة التونسية، المقرر إقامته من 19 حتى 26 يوليو.

وأكد النادي أن اللاعب لم يلتزم بالحضور للفحوصات الطبية أو الجلسات العلاجية، ولم يقدم مبررات رسمية أو إذنًا بغيابه، ما دفع الجهاز الفني لاتخاذ قرار الاستبعاد حفاظًا على الانضباط.

الاتحاد الفلسطيني يدخل على الخط.. ثم يتراجع

وفي خضم التصعيد، أصدر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بيانًا رسميًا أعرب فيه عن استيائه من ما وصفه بـ"الهجمات الإعلامية والجماهيرية" التي يتعرض لها وسام أبو علي، معتبرًا أن ما يتعرض له اللاعب غير مبرر، ولا يتسق مع المبادئ الرياضية.

وطالب الاتحاد الفلسطيني نظيره المصري، ورئيسه هاني أبو ريدة، بالتدخل لحماية اللاعب، كما طالب إدارة النادي الأهلي بتحمل مسؤولياتها كاملة في تهدئة الأوضاع والدفاع عن أحد لاعبيها.

لكن المفاجأة لم تتأخر، إذ قام الاتحاد الفلسطيني بحذف البيان من موقعه الرسمي وكافة منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ساعات فقط من نشره. وأشارت مصادر إلى أن الحذف جاء بعد اتصالات جرت بين مسؤولي الاتحاد الفلسطيني ونظرائهم في مصر، تم خلالها توضيح الموقف والوصول إلى تفاهمات غير معلنة، بحسب ما نشره أحمد مجاهد، الرئيس السابق لاتحاد الكرة المصري.

أزمة مفتوحة على كل الاحتمالات

حتى اللحظة، لا يبدو أن أزمة وسام أبو علي في طريقها للحل، في ظل تمسك كل طرف بموقفه؛ اللاعب يريد الرحيل، والأهلي يرفض إلا بعرض يليق بقيمته. وبين هذا وذاك، باتت الجماهير تترقب موقف الإدارة من اللاعب، ومدى قدرتها على احتواء الموقف أو اتخاذ قرار نهائي بشأن مصيره.

وفي الوقت ذاته، بدأت أصوات تطالب بفتح باب الحوار مجددًا، خاصة أن الأزمة الحالية قد تؤثر على التركيز داخل الفريق قبل انطلاق الموسم، وتُهدد صورة اللاعب المحترف ومسيرته مع المنتخب الوطني الفلسطيني.