يستعد قطاع توليد الكهرباء المتجددة في بريطانيا لتحقيق إنجاز تاريخي، بعد سنوات من الالتزام بتقديم سياسات داعمة والتحسينات التقنية.
فخلال العام الجاري (2024)، من المتوقع أن يتجاوز توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة -الشمس والرياح والطاقة الكهرومائية- الوقود الأحفوري لأول مرة.
ووفقًا لتقرير حديث، حصلت وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه، من المتوقع أن يشكّل إجمالي توليد الكهرباء المتجددة في بريطانيا 37%، مقارنة بـ35% للوقود الأحفوري.
وتشير التوقعات إلى أن طاقة الرياح وحدها ستشكّل 29% من توليد الكهرباء في البلاد خلال عام 2024.
ويتزامن ذلك مع إغلاق آخر محطات توليد الكهرباء بالفحم في بريطانيا نهاية سبتمبر/أيلول (2024)، واتجاه البلاد للحدّ من الاعتماد على الغاز بحلول عام 2030 إلى أقل من 5%.
طفرة توليد الكهرباء المتجددة في بريطانيا
خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، بلغ توليد الكهرباء المتجددة في بريطانيا 103 تيراواط/ساعة، في حين بلغ التوليد بالوقود الأحفوري 97 تيراواط/ساعة، بحسب البيانات الصادرة عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة "إمبر".
ويسلّط هذا الإنجاز الضوء على التقدم الهائل المحرَز في الحدّ من الاعتماد الأحفوري، مع ارتفاع حصة الطاقة المتجددة من 27% عام 2021 إلى 37% حاليًا، بينما انخفضت حصة الوقود الأحفوري من 46% إلى 35% خلال المدة نفسها.
وفي عام 2020، ارتفع توليد الكهرباء المتجددة في بريطانيا -طاقتي الشمس والرياح والطاقة الكهرومائية والكتلة الحيوية مجتمعة- متجاوزًا الوقود الأحفوري لأول مرة.
كما أشار تقرير إمبر إلى أن اعتماد البلاد على الغاز في توليد الكهرباء آخذ في الانخفاض خلال 2024، وقد يصل إلى أدنى مستوى له منذ عام 1996.
وتوقّع التقرير انخفاض توليد الكهرباء بالغاز بنسبة 13% مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعادل نحو 13 تيراواط/ساعة، ويمثّل هذا ثالث أكبر انخفاض سنوي منذ أكثر من عقد، وفق بيانات اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
وجاء ذلك نتيجة لـ:
- زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة.
- زيادة واردات الكهرباء منخفضة التكلفة بنسبة 42%.
- انخفاض الطلب على الكهرباء.
طاقة الرياح تقود بريطانيا إلى إنجاز مهم
أوضحت بيانات "إمبر" أن طاقة الرياح تكاد تقترب من تجاوز الغاز في توليد الكهرباء، بفارق 1% فقط، وبذلك قد تصبح المصدر الرئيس للكهرباء، لكن ستعتمد النتيجة على ظروف شهر ديسمبر/كانون الأول.
ورغم تفوّق طاقة الرياح على الغاز في بريطانيا لمعظم العام، فإن تباطؤ سرعة الرياح وانخفاض درجات الحرارة -مؤخرًا- أدى إلى تضييق الفجوة بينهما.
ووفقًا للتوقعات، قد يشكّل توليد الكهرباء من طاقة الرياح 29% عام 2024، بإجمالي 82 تيراواط/ساعة، أي أقلّ بنحو 3 تيراواط/ساعة فقط من الغاز، الذي من المتوقع أن يسهم بنسبة 30%، بإجمالي 85 تيراواط/ساعة، انخفاضًا من 34% عام 2023.
وخلال العام الجاري، ارتفع توليد الكهرباء من طاقة الرياح بنسبة 1.5%، مع مساهمة كبيرة من طاقة الرياح البرية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
فقد شهدت طاقة الرياح البرية زيادة ملحوظة بنسبة 23% خلال الأرباع الـ3 الأولى من العام الجاري، وهو ثاني أكبر نمو منذ عام 2017، ويرجع ذلك إلى:
- زيادة السعة، فقد أضافت البلاد 590 ميغاواط، وتستهدف إضافة 78 ميغاواط أخرى قبل بداية عام 2025.
- تحسُّن سرعات الرياح
على النقيض، شهدت طاقة الرياح البحرية نموًا أبطأ، فرغم عدم دخول أيّ مشروعات جديدة حيز التشغيل التجاري بالكامل في عام 2024، تساعد بعض المواقع في توفير الكهرباء للشبكة.
وفور اكتمال هذه المشروعات، من المتوقع أن تضيف 3.8 غيغاواط، ما يعزز إمكانات توليد الكهرباء من طاقة الرياح في السنوات المقبلة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
- توليد الكهرباء المتجددة في بريطانيا من مركز أبحاث الطاقة "إمبر"