تواصلت حالة التوتر في قطاع غزة مع تجدد الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع، ما يهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار الهش. وأعلنت القوات الإسرائيلية تنفيذ سلسلة غارات جديدة استهدفت جنوب غزة، تزامناً مع اغتيالات لعناصر من حركة حماس في مناطق وسط وشمال القطاع.
وشهدت مدينة خان يونس وحدها أكثر من 30 غارة جوية، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى، بينما طالت ضربات أخرى مدرسة في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين.
اغتيالات مركزة وتوقف المساعدات
مصادر إسرائيلية أكدت أن طائرات مسيرة نفذت "اغتيالات ناجحة" استهدفت عشرات العناصر من حماس، فيما أوقفت تل أبيب إمدادات المساعدات إلى غزة حتى إشعار آخر، في خطوة تعكس تصعيداً جديداً للأزمة. كما دعا الجيش الإسرائيلي سكان القطاع إلى الابتعاد عن "الخط الأصفر"، مؤكداً عزمه الرد بقوة على أي استهداف لقواته أو خرق للاتفاق.
جهود أمريكية لمنع انهيار الهدنة
في خضم التصعيد، كشف مسؤول إسرائيلي أن الإدارة الأميركية تجري اتصالات مكثفة مع الأطراف المعنية سعياً لمنع انهيار اتفاق وقف النار. وأكد أن واشنطن تتابع التطورات عن كثب، محذرة من تداعيات استمرار المواجهات على الاستقرار الإقليمي.
الخط الأصفر.. حدود النار الجديدة
يُعد "الخط الأصفر" وفق الاتفاق الأخير، منطقة فاصلة تمتد من بيت حانون شمال غزة مروراً ببيت لاهيا ومدينة غزة ودير البلح وخان يونس وصولاً إلى رفح جنوباً، وهي المنطقة التي يفترض أن تبقى خالية من العمليات العسكرية. إلا أن الجيش الإسرائيلي أعلن أن حماس أطلقت النار ثلاث مرات باتجاه قواته خلف هذا الخط، ما اعتبره "انتهاكاً واضحاً" لبنود الاتفاق.
حماس تنفي وتؤكد التزامها
في المقابل، نفت حركة حماس الاتهامات الإسرائيلية، مؤكدة التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار. وأشارت في بيانها إلى أن الوسطاء لم يقدموا أي دليل يثبت قيام عناصرها بأي خرق، متهمة إسرائيل بمحاولة إفشال الهدنة من خلال التصعيد الميداني.
سقوط ضحايا وتصاعد المخاوف
أسفرت الغارات والقصف الإسرائيلي خلال الساعات الأخيرة عن مقتل 14 شخصاً في مناطق متفرقة من القطاع، بينهم نساء وأطفال، فيما تصاعدت المخاوف من عودة المواجهات إلى مربعها الأول بعد أسابيع فقط من التوصل إلى اتفاق التهدئة.
0 تعليق