دعت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) اليوم الخميس إلى تسريع التحول في المهارات بالمنطقة العربية لمواكبة التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي مؤكدة أن هذه التقنية ستعيد رسم ملامح ملايين الوظائف.

جاء ذلك في تقرير جديد أصدرته اللجنة بعنوان (أي مستقبل للمنطقة العربية في زمن الذكاء الاصطناعي) استعرضت فيه الدور التحويلي للذكاء الاصطناعي وإمكاناته في دعم التنمية والحوكمة والنمو الاقتصادي حتى عام 2040 إلى جانب ما يطرحه من تحديات أخلاقية وتنظيمية.

وأشار التقرير إلى أن العالم يشهد طفرة غير مسبوقة في تطور الذكاء الاصطناعي ما يستدعي تحركا عاجلا لمواجهة تحديات معقدة مثل المعضلات الأخلاقية ومخاطر التحيز الخوارزمي وتفاقم أوجه عدم المساواة داعيا إلى أطر تنظيمية قوية وسياسات شاملة لضمان تطوير عادل ومسؤول للتقنية.

ولفت إلى أن المنطقة العربية قطعت شوطا في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي متجاوزة أحيانا معدلات تبني الهواتف المحمولة والإنترنت مع النظر إليه كأداة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الابتكار.

وأكد التقرير قدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث تحولات نوعية في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والخدمات العامة وحماية التراث الثقافي مشددا على ضرورة مواءمة استراتيجياته مع أولويات التنمية الإقليمية وتطوير أدوات باللغة العربية للحفاظ على الهوية الثقافية وتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وبين التقرير أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى إزاحة نحو 83 مليون وظيفة على مستوى العالم لكنه في المقابل سيساهم بخلق حوالي 69 مليون وظيفة جديدة. كما أوضح أن فجوة المهارات تشكل التحدي الأكبر أمام تحول الشركات حيث يرى 63 بالمئة من أصحاب العمل أنها العقبة الرئيسية بين عامي 2025 و2030 بينما يخطط 85 بالمئة منهم للاستثمار في تدريب الموظفين وتطوير مهاراتهم وينوي 70 بالمئة توظيف أصحاب مهارات جديدة.

ودعا التقرير إلى اعتماد إطار موحد لحوكمة الذكاء الاصطناعي يعالج قضايا الخصوصية والسلامة والمخاوف الأخلاقية وإنشاء برنامج إقليمي لتطوير المهارات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي إلى جانب تعزيز تبادل البيانات عبر منصات مفتوحة لدعم الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة.

من جهتها أكدت الأمينة التنفيذية (للإسكوا) رولا دشتي أن "وتيرة التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي لا تترك مجالا للتأجيل" داعية القادة العرب إلى التحرك بحزم لتعظيم الاستفادة من هذه التكنولوجيا والحد في الوقت ذاته من مخاطرها.

وأضافت دشتي أن التقرير يقدم "خارطة طريق عملية" لضمان أن يصبح الذكاء الاصطناعي محركا للتنمية الشاملة والعادلة والمستدامة بما يتوافق مع أولويات وتطلعات المنطقة.

واختتم التقرير بالتأكيد على أهمية تبني نهج استباقي ومتعدد التخصصات عند صياغة السياسات الخاصة بالذكاء الاصطناعي يأخذ في الحسبان آثاره طويلة الأمد والمتعددة الأجيال.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك