نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سبعة عوامل رئيسية تدفع المستثمرين لأسهم التكنولوجيا - بلس 48, اليوم الخميس 17 يوليو 2025 02:10 مساءً
ويعكس هذا التوجه تحولاً بارزاً في مواقف المستثمرين تجاه أسهم التكنولوجيا، التي لطالما كانت محور تركيز الأسواق العالمية.
تأتي هذه التفاعلات وسط بيئة اقتصادية متقلبة وتحديات جيوسياسية متجددة، لكنها تسلط الضوء على قدرة شركات التكنولوجيا الكبرى على الابتكار والتكيف مع المتغيرات العالمية. كما تلعب الابتكارات الحديثة، وعلى رأسها تقنيات الذكاء الاصطناعي، دوراً محورياً في تحفيز النمو وتعزيز تفاؤل الأسواق.
مع هذا الزخم، تستمر شركات التكنولوجيا في تأكيد ريادتها من خلال أدائها المالي القوي، وعبر إسهاماتها المتواصلة في تطوير الحلول الرقمية التي تغير شكل الصناعات المختلفة، ما يجعلها محط أنظار المستثمرين الباحثين عن فرص ذات عوائد واعدة في المستقبل القريب.
في هذا السياق، أظهر استطلاع رأي أجري بين مديري الصناديق أن المستثمرين يتجهون لشراء أسهم التكنولوجيا بأسرع معدل في 16 عاماً، مما أدى إلى انتعاش سريع في وول ستريت من الضغوطات التي أثارتها رسوم "يوم التحرير" التي فرضها دونالد ترامب في أبريل.
في الفترة بين أبريل ويوليو، قفزت المخصصات للقطاع بأكبر قدر منذ مارس 2009، وفقاً لاستطلاع شهري أجراه بنك أوف أميركا.
وبحسب تقرير لـ "فايننشال تايمز" فإن انتعاش أسهم التكنولوجيا - التي تحملت العبء الأكبر من عمليات البيع في أبريل - هو أحدث علامة على أن المستثمرين يتجاهلون تهديدات ترامب الأخيرة بشأن الرسوم الجمركية ويراهنون على أن ما يسمى بـ "السبعة الرائعين" سوف تكون قادرة على الاستمرار في التمتع بنمو سريع في الأرباح، وهو ما جعلها تقود الجزء الأكبر من مكاسب وول ستريت في السنوات الأخيرة.
وقال رئيس استراتيجية الأسهم الأميركية في باركليز، فينو كريشنا: "عادت شركات التكنولوجيا الكبرى إلى مقعد القيادة".
ارتفع مؤشر ناسداك المركب، المُركّز على التكنولوجيا، بأكثر من 33% من أدنى مستوياته في أبريل، ليسجل سلسلة من الارتفاعات القياسية. وأصبحت شركة إنفيديا، المُصنّعة للرقائق الإلكترونية، الأسبوع الماضي أول شركة تصل قيمتها السوقية إلى 4 تريليونات دولار.
وقالت رئيسة أبحاث الأسهم في ستيت ستريت، ماريا فيتمان: "لا يزال قطاع التكنولوجيا هو القطاع المفضل لدينا على مستوى العالم"، مشيرة إلى "نمو أرباحها القوي والموثوق به مع هوامش عالية وتوليد تدفقات نقدية قوية". كما أضافت أنه "لا يوجد قطاع آخر يستطيع أن يقدم ذلك".
أبرز العوامل الداعمة
الخبير التكنولوجي من الولايات المتحدة، الدكتور أحمد بانافع، يقول لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن ثمة مجموعة من العوامل الداعمة لأسهم التكنولوجيا في وول ستريت، على رأسها:
- طفرة الذكاء الاصطناعي:
- يعد الـ AI المحرك الأقوى للنمو في قطاع التكنولوجيا حالياً.
- مع الطلب المتزايد على الرقائق اللازمة لتدريب النماذج والبرمجيات، وكذلك الخدمات المتعلقة به، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسهم شركات مثل إنفيديا.
- يرى المستثمرون أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة نمو هائلة ستشكل مستقبل العديد من الصناعات.
- توقعات خفض أسعار الفائدة:
- غالباً ما تستفيد أسهم التكنولوجيا من انخفاض أسعار الفائدة.
- عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة، يميل المستثمرون إلى البحث عن أصول ذات عوائد أعلى.
- تعتبر أسهم النمو مثل أسهم التكنولوجيا جذابة في هذه البيئة.
- مع توقعات بخفض البنوك المركزية لأسعار الفائدة يتزايد تفاؤل المستثمرين بشأن أداء قطاع التكنولوجيا.
- الأساسيات القوية للشركات:
- العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى تظهر أداءً ماليًا قويًا، مع زيادة في الإيرادات والأرباح.
- هذه الأساسيات المتينة تمنح المستثمرين ثقة في قدرة هذه الشركات على تحقيق نمو مستدام.
- الابتكار المستمر:
- تتميز صناعة التكنولوجيا بالابتكار المستمر وتطوير منتجات وخدمات جديدة.
- الشركات التي تقود هذا الابتكار، مثل تلك التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، تجذب اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين الذين يتوقعون نموًا مستقبلياً.
- تحسن معنويات السوق:
- بشكل عام، هناك تفاؤل متزايد في الأسواق المالية، وهو ما ينعكس على قطاع التكنولوجيا.
- هذا التحسن في المعنويات مدفوع بعوامل اقتصادية إيجابية، وانحسار المخاوف من التضخم، بالإضافة إلى التوقعات بتخفيف السياسة النقدية.
- تدفقات رأس المال:
- يشهد قطاع التكنولوجيا تدفقات كبيرة من رأس المال الاستثماري، مما يدل على اهتمام المستثمرين المتزايد بالشركات الناشئة والمبتكرة في هذا المجال.
- تنوع القطاع:
- يتميز قطاع التكنولوجيا بتنوعه الكبير، حيث يضم شركات البرمجيات، أشباه الموصلات، الحوسبة السحابية، الاتصالات، وغيرها.
- هذا التنوع يتيح للمستثمرين فرصًا واسعة للاستثمار في مجالات مختلفة ذات إمكانات نمو عالية.
ووفق تقرير لمنصة التداول "آي جي"، فإن التقدم الأخير للمؤشرات الأميركية، يعكس استمرار إقبال السوق على أسهم التكنولوجيا، رغم تزايد المخاوف بشأن التقييمات.
كما يُمثل قرار عملاق صناعة الرقائق الإلكترونية العودة إلى السوق الصينية تطوراً هاماً، لا سيما في ظل التوترات التجارية المستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم.
ووفق التقرير، يبدو أن المستثمرين يراهنون على أن التحول الاستراتيجي لشركة إنفيديا سوف يفتح مصادر دخل جديدة ويدعم موقف الشركة المهيمن في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما يؤثر ارتفاع أسعار أشباه الموصلات بشكل أوسع على قطاع التكنولوجيا، حيث تُشكّل أسهم الرقائق حافزًا لتحقيق مكاسب سوقية أوسع. ويعكس هذا الزخم استمرار التوجه نحو الرقمنة والطلب المتزايد على الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
زخم الأسواق
من جانبه، يقول خبير أسواق المال والعضو المنتدب لشركة "أي دي تي للاستشارات والنظم التكنولوجية"، محمد سعيد، في تصريحات لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الزخم الحالي في الأسواق العالمية بدأ بدفعة قوية من نتائج أرباح شركات التكنولوجيا العملاقة، التي فاقت توقعات السوق، وعلى رأسها شركات الذكاء الاصطناعي وتصنيع الرقاقات.
ويشير إلى أن شركة "إنفيديا" كانت في صدارة المشهد، بعد أن كسرت أرقاماً قياسية وقفزت قيمتها السوقية إلى ما يفوق 4 تريليونات دولار، في تطور غير مسبوق.
ويضيف: "شهدنا مؤخراً تحسناً في معنويات المستثمرين مدفوعاً بتوجه الإدارة الأميركية الجديدة لتخفيف القيود على تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي إلى الصين، ما أعاد تدفق السيولة إلى هذا القطاع بقوة".
ويوضح أن هذا الأداء القوي جاء في سياق اقتصادي يشهد عودة المخاوف من التضخم، بعد صدور بيانات تُظهر تسارعاً غير متوقع في وتيرة ارتفاع الأسعار خلال يونيو. ورغم أن ذلك شكّل ضغوطاً على باقي القطاعات وأدى إلى تأجيل محتمل لأي خفض مرتقب في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، إلا أن قطاع التكنولوجيا "كان في منطقة مختلفة تماماً"، بحسب تعبيره.
ويتابع: "قطاع التكنولوجيا خطف الأضواء، وأصبح بمثابة الملاذ الآمن نسبياً، خاصة في ظل النمو الواضح في الإيرادات والأرباح التشغيلية لكبار اللاعبين، واستمرار موجة الابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة".
كما يؤكد سعيد أن تركيز المستثمرين على أسهم التكنولوجيا يأتي أيضاً في ظل حالة من الحذر تجاه القطاعات المصرفية والمالية، نتيجة نتائج أرباح متباينة، وتداعيات سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية، التي تفتح الباب مجدداً أمام الجمارك والرسوم.. ويضيف: "شهدنا اندفاعاً قوياً للشراء من جانب الصناديق الاستثمارية الكبرى وحتى المستثمرين الأفراد، لا سيما مع تزايد المؤشرات على استكمال رحلة الصعود في الشركات عالية الابتكار، وسهولة تبرير التقييمات المرتفعة في هذا القطاع مقارنة ببقية السوق التي لا تزال تمر بتقلبات عنيفة".
ويشبّه خبير أسواق المال ديناميكية السوق الحالية بـ"الماراثون"، حيث تقدمت شركات التكنولوجيا بخطى سريعة، بينما لا يزال بقية المتسابقين إما يستعدون أو يترقبون هدوء العاصفة.
0 تعليق