في عالم لا يهدأ على وقع الأزمات السياسية والتجارية، يبقى النفط كالمرآة التي تعكس اضطراب الاقتصاد العالمي، فكل تصريح من زعيم، أو رقم يصدر عن وكالة، قد يرفع الأسعار أو يهوي بها إلى القاع، وبينما تتجه الأنظار نحو اجتماع مرتقب بين واشنطن وموسكو، تتزايد المخاوف من تخمة معروض محتملة، تعيد ترتيب موازين القوى في أسواق الطاقة.

أسعار النفط بين تقلبات الأسواق العالمية وضغوط السياسة 

شهدت أسعار النفط خلال الأسبوع الأخير تحركات محدودة، لكنها لم تسلم من خسائر قاربت 3%، مدفوعة بتوقعات وكالة الطاقة الدولية حول زيادة الإمدادات خلال العام المقبل، ورغم محاولات السوق التعافي الطفيفة في جلسة اليوم، إلا أن التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وروسيا، إلى جانب النزاع التجاري المتصاعد مع الصين، ما زالت تشكل ضغطًا قويًا على الأسعار.

تزايد الإنتاج العالمي وتراجع الطلب بفعل تباطؤ النمو الاقتصادي

وفي تفاصيل التداول، سجل خام برنت ارتفاعًا طفيفًا ليغلق عند 61.29 دولارًا للبرميل بزيادة قدرها 0.38%، فيما استقر خام غرب تكساس عند 57.54 دولارًا بزيادة طفيفة 0.14%. أما الخسائر الأسبوعية، فجاءت نتيجة تزايد الإنتاج العالمي وتراجع الطلب بفعل تباطؤ النمو الاقتصادي، ما يعكس هشاشة التوازن بين العرض والطلب في سوق الطاقة.

ويرى محللون أن ارتفاع المخزونات الأمريكية بمقدار 3.5 مليون برميل الأسبوع الماضي زاد من ضغوط السوق، خصوصًا مع صعود الإنتاج الأمريكي إلى مستوى قياسي بلغ 13.6 مليون برميل يوميًا، وهو ما يشير إلى وفرة المعروض مقابل ضعف الطلب الموسمي بسبب أعمال الصيانة في المصافي.

تراجع وتيرة الطلب العالمي نتيجة التوترات التجارية الممتدة بين واشنطن وبكين

التقارير الاقتصادية تشير كذلك إلى أن العام 2026 قد يشهد فائضًا جديدًا في الإنتاج العالمي، وهو ما قد يضع الأسعار أمام اختبار حقيقي، خاصة إذا تراجعت وتيرة الطلب العالمي نتيجة التوترات التجارية الممتدة بين واشنطن وبكين، والمخاوف من تباطؤ الاقتصاد الصيني.

 متابعة دقيقة لنتائج الاجتماعات الدولية والتطورات الجيوسياسية 

ورغم كل التحديات، تبقى أسواق النفط في حالة ترقب دائم لأي متغير سياسي أو اقتصادي قد يعيد رسم المشهد العالمي للطاقة، وسط متابعة دقيقة لنتائج الاجتماعات الدولية والتطورات الجيوسياسية التي تلوح في الأفق.