حضر الأنبا مارك، أسقف باريس وشمال فرنسا للكنيسة القبطية الارثوذكسية، فعاليات حفل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام الكاثوليكية الشهيرة في باريس، الذي أقيم يومي السبت والأحد من الشهر الجاري.
ويأتي هذا الحدث التاريخي بعد مرور خمس سنوات على الحريق المدمر الذي أصاب الكاتدرائية في عام 2019، وألحق أضرارًا كبيرة بالكاتدرائية، ما استدعى عمليات ترميم وإعادة بناء ضخمة.
وشهد حفل الافتتاح حضور نحو أربعين من رؤساء الدول والحكومات، حيث قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بترأس هذا الحدث، معبرًا عن فخره بعودة هذا المعلم التاريخي إلى الحياة بعد فترة من العمل المضني.
وخلال الحفل، قدم الأنبا مارك تهنئة باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والسيدة الأولى، معبرًا عن فرحته بهذا الإنجاز التاريخي، ومؤكدًا على أهمية إعادة افتتاح الكاتدرائية في تعزيز الروابط الثقافية والدينية بين مختلف شعوب العالم.
كما دعا الأنبا مارك إلى الصلاة من أجل أن يحفظ الرب شعوب العالم، ويبارك أرض فرنسا، ويعم السلام في جميع أنحاء العالم، ويبارك كل جهود البناء والإعمار التي تجسد إرادة الإنسان في الحفاظ على ثقافته وحضارته.
وقد تمت إعادة بناء الكاتدرائية بأيدٍ فرنسية، وسط اهتمام عالمي بالغ، نظرًا لأهمية كاتدرائية نوتردام التاريخية باعتبارها رمزًا للثقافة المسيحية الأوروبية والعالمية، يظل هذا الحدث شاهدًا على قدرة الإنسانية على إعادة بناء ما تهدم، ويسلط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والديني من أجل الأجيال القادمة.
ويمثل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام ليس فقط استعادة لمعالم معمارية هامة، بل أيضًا شهادة على صمود الإنسانية في مواجهة التحديات الكبرى. ويأمل الكثيرون أن تسهم هذه المناسبة في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وتعمل على نشر قيم السلام والتعاون الدولي، خاصة في ظل التحديات العديدة التي تواجهها شعوب العالم اليوم.
تُعد كاتدرائية نوتردام واحدة من أبرز المعالم الدينية والثقافية في فرنسا والعالم، ومع إعادة افتتاحها، تُعَزز مكانتها كرمز للتراث المسيحي والحضارة الغربية.