تشهد مصر موجة حر غير مسبوقة تجاوزت فيها درجات الحرارة معدلاتها الموسمية بثلاث إلى أربع درجات مئوية، حيث سجلت محافظات الصعيد أعلى المستويات مع وصول الحرارة إلى 44 درجة مئوية في أسوان وقنا، و43 درجة في الأقصر وسوهاج.

 بينما وصلت في القاهرة الكبرى إلى 39 درجة مع إحساس فعلي يقارب 42 درجة بسبب ارتفاع الرطوبة التي تبلغ ذروتها ليلاً لتصل إلى 85% في الوجه البحري والسواحل الشمالية، مما يزيد الإحساس بالحرارة بمقدار 3-4 درجات عن القيم الفعلية.

الموجة الحارة التي بدأت في أواخر يونيو، من المتوقع أن تستمر حتى الأسبوع الأول من يوليو على أقل تقدير، مع توقع ذروتها يوم الثلاثاء 1 يوليو حيث قد تلامس الحرارة في جنوب الصعيد 45 درجة مئوية.

هذه الموجة ليست حدثًا عابرًا بل جزء من اتجاه مناخي عالمي تؤكده تقارير المنظمة العالمية للأرصاد، حيث تضعف البنية التحتية أمام التحديات المناخية، يصبح تطوير أنظمة الإنذار المبكر وإعادة تأهيل الطرق بمواد مقاومة للحرارة واستراتيجيات التكيف الزراعي ضرورات ملحة.

حرارة عالية ورطوبة خانقة من السواحل إلى الصعيد

في السواحل الشمالية، تشهد الإسكندرية ومطروح درجات حرارة تتراوح بين 30-33 درجة، لكن الرطوبة العالية التي تصل إلى 90% ليلاً تحول هذه المناطق إلى "حمامات بخار" طوال ساعات المساء 313.

 أما في الوجه البحري، فتسجل القاهرة والمنصورة معدلات رطوبة تصل إلى 85% مع حرارة محسوسة تبلغ 42 درجة يوم الاثنين 30 يونيو 6. 

وفي جنوب الصعيد، ورغم انخفاض الرطوبة النهارية إلى 15-20%، فإن درجات الحرارة تصل إلى 44 درجة مع أشعة الشمس المباشرة، ما يزيد من خطر الإجهاد الحراري، خاصة بين العمال الزراعيين.

الثلاثاء ذروة الموجة الحارة 

تظهر توقعات الهيئة العامة للأرصاد الجوية استمرار تفاقم الأوضاع حتى منتصف الأسبوع المقبل:

اليوم الأحد 29 يونيو: ارتفاعات قياسية في جنوب الصعيد (44 درجة) والقاهرة (39 درجة).الاثنين 30 يونيو: وصول الحرارة المحسوسة في القاهرة إلى 42 درجة مع استمرار الرطوبة العالية.الثلاثاء 1 يوليو: ذروة الموجة مع تسجيل 45 درجة في أسوان، و41 درجة في القاهرة.

ولا تظهر المؤشرات انتهاءً واضحًا للموجة قبل 7-10 يوليو، حيث تشير النماذج المناخية إلى احتمال استمرار الارتفاع الطفيف في الحرارة مع انخفاض محدود في الرطوبة بدءاً من الأسبوع الثاني من يوليو.

وزارة الصحة تحذر من الإجهاد الحراري وضربات الشمس 

أصدرت الهيئة العامة للأرصاد تحذيرات متتالية للمواطنين، داعية إلى "تهدئة السرعة على الطرق" و"ترك مسافات آمنة بين السيارات" بسبب الشبورة المائية الكثيفة التي تتكون فجرًا على طرق الوجه البحري ومدن القناة، والتي تختلط بأتربة نشاط الرياح لتحول الرؤية إلى أقل من 100 متر في بعض المناطق .

 كما حذر الدكتور محمود شاهين، مدير عام التنبؤات بالهيئة، من أن ارتفاع الرطوبة يزيد الإحساس بثقل الطقس، وناشد كبار السن ومرضى الضغط تجنب التعرض المباشر للشمس، خاصة مع توقع استمرار الموجة الحارة حتى الأسبوع الأول من يوليو. 

وزارة الصحة بدورها أعلنت عن تفعيل غرف عمليات الطوارئ في مستشفيات الصعيد، بعد إبلاغها بحالات إجهاد حراري متعددة بين عمال البناء والمزارعين، وحذرت من ارتفاع حالات "الإجهاد الحراري" و"ضربات الشمس"، خاصة بين كبار السن ومرضى الضغط والسكري، حيث تؤدي الرطوبة العالية إلى إعاقة آلية التبريد الطبيعي للجسم عبر التعرق. 

وسجلت مستشفيات الصعيد عشرات الحالات الأسبوع الماضي، معظمها بين عمال البناء والمزارعين الذين يعملون تحت الشمس المباشرة، بما في ذلك ثلاث وفيات بسبب الجفاف الحاد، ووتوصي المنظمة العالمية للصحة بتفادي التعرض للشمس بين 11 صباحًا و4 عصرًا، وهي الفترة التي تسجل فيها الأشعة فوق البنفسجية ذروتها .

طرق الوقاية من الحر الشديد

ترطيب الجسم المستمر: شرب 3-4 لترات يوميًا من المياه مع تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين.الملابس الواقية: ارتداء أقمشة قطنية فاتحة اللون وقبعات عريضة الحواف.تبريد البيوت: إغلاق النوافذ نهارًا واستخدام ستائر عاكسة للحرارة، مع فتحها ليلاً لاستغلال الهواء البارد 6.

على المستوى المؤسسي، دعت النقابات العمالية المصانع إلى توفير "فترات راحة مكيفة" كل ساعتين، بينما طالبت وزارة النقل بتركيب "مرشات مياه" على الطرق السريعة مثل طريق المنوفية – قويسنا، الذي شهد مؤخرًا حوادث مميتة بسبب تمدد الإسفلت وانزلاق الإطارات في الحر الشديد.