شهدت مدينة أوديني الإيطالية حالة من الاستنفار الأمني القصوى، قبل ساعات من المباراة المرتقبة بين منتخبي إيطاليا وإسرائيل، ضمن تصفيات كأس أوروبا. وانتشرت القوات الخاصة والمروحيات في سماء المدينة منذ الصباح، وسط إجراءات غير مسبوقة لحماية البعثة الإسرائيلية.

وأعلنت السلطات الإيطالية أن المباراة، المقررة مساء الثلاثاء على ملعب فريولي، مصنفة ضمن فئة المخاطر القصوى، رغم استمرار الهدنة في غزة بعد حرب دامت عامين.

قناصة على الأسطح وتأمين شامل للمنتخب الإسرائيلي

أكدت تقارير محلية وجود قناصة على سطح الفندق الذي يقيم فيه المنتخب الإسرائيلي، بالإضافة إلى قناصة آخرين فوق ملعب فريولي.
كما رافقت وحدات من الشرطة والجيش حافلة المنتخب الإسرائيلي من الفندق إلى الملعب، في ظل خطة تأمين مشددة تشمل مراقبة جوية مستمرة بالطائرات المروحية.

وتأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف من احتجاجات محتملة أو محاولات اختراق أمني خلال المباراة التي جذبت اهتماماً إعلامياً واسعاً داخل وخارج إيطاليا.

مسيرة مؤيدة لفلسطين في وسط المدينة

بالتزامن مع الحدث الرياضي، تشهد أوديني مسيرة حاشدة مؤيدة للفلسطينيين في وسط المدينة، من المتوقع أن يشارك فيها نحو عشرة آلاف شخص.
وقد تقرر تنظيم المسيرة بعيداً عن الملعب الواقع في أطراف المدينة، لتجنب أي احتكاك محتمل بين المتظاهرين والجماهير الرياضية.

وأعلنت السلطات أن المحال التجارية والمطاعم ستغلق أبوابها طوال اليوم، فيما صدرت تعليمات صارمة للمتاجر التي ستفتح بإزالة أي أثاث خارجي قد يُستخدم كسلاح محتمل.

المنطقة الحمراء وإجراءات الدخول المشددة

تحولت المنطقة المحيطة بملعب فريولي إلى منطقة حمراء، يمنع الدخول إليها إلا لحاملي تذاكر المباراة.
وأقيمت حواجز معدنية عالية على الطرق المؤدية للملعب، مع إخضاع الجماهير لعمليات تفتيش دقيقة تشمل أجهزة الكشف عن المعادن.

وطالبت السلطات المشجعين بالحضور مبكراً لتجنب الازدحام، خاصة وأن عدد التذاكر المباعة لم يتجاوز 9 آلاف فقط، رغم أن سعة الملعب تصل إلى 25 ألف متفرج.

مدينة أوديني.. موقع استراتيجي لعزل الحدث

اختيرت مدينة أوديني مجدداً لاستضافة اللقاء، بسبب موقعها الجغرافي المنعزل في شمال شرق إيطاليا، قرب الحدود مع سلوفينيا، ما يسهل السيطرة الأمنية والعزل الميداني.

ويُتوقع أن يتجاوز عدد المشاركين في المسيرة المؤيدة لفلسطين عدد الحضور داخل الملعب، في مشهد يعكس تداخل الرياضة بالسياسة وتوتر الأجواء رغم المساعي الأوروبية للتهدئة.