الشرع يزور موسكو.. ولقاء مرتقب مع بوتين - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يستعد الرئيس السوري أحمد الشرع للقيام بزيارة رسمية إلى العاصمة الروسية موسكو غدًا الأربعاء، وفق ما أكدته مصادر لقناة "سكاي نيوز عربية". ومن المقرر أن يلتقي الشرع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإجراء مباحثات ثنائية تتناول مستقبل العلاقات بين البلدين، وعددًا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها الملف السوري والوضع في الشرق الأوسط.

قمة مؤجلة وزيارة مفاجئة

كانت موسكو قد خططت لاستضافة قمة عربية روسية يوم الأربعاء، غير أن التطورات الأخيرة في قطاع غزة دفعت القيادة الروسية إلى تأجيلها. وفي هذا السياق، أوضح موفد "سكاي نيوز عربية" إلى دمشق، عماد الأطرش، أن زيارة الرئيس الشرع تأتي في هذا التوقيت الحساس لتأكيد استمرار التنسيق السياسي والعسكري بين دمشق وموسكو، رغم تغير موازين القوى الإقليمية بعد سنوات الحرب في سوريا.

ملفات ثقيلة على طاولة النقاش

من المتوقع أن تتصدر ملفات القواعد الروسية في سوريا أجندة المباحثات، خاصة القاعدة الجوية في اللاذقية والبحرية في طرطوس، اللتين تمثلان ركيزة الوجود العسكري الروسي في شرق المتوسط. كما تشير التقديرات إلى أن الطرفين سيناقشان مستقبل التعاون الأمني والاقتصادي، وإعادة الإعمار في سوريا، إضافة إلى الموقف من الأوضاع في غزة والتطورات الإقليمية الجديدة.

ويُرجّح أن يبحث الجانبان أيضًا مصير الاتفاقات السابقة الموقعة مع الحكومة السورية خلال عهد الرئيس السابق بشار الأسد، الذي ظل في الحكم حتى الثامن من ديسمبر من العام الفائت، بدعم مباشر من موسكو.

رمزية لافتة في التوقيت والمشهد

تكتسب الزيارة رمزية خاصة، إذ تأتي بعد نحو عام على انتقال السلطة في سوريا، لتكون أول زيارة رسمية للرئيس الشرع إلى روسيا منذ توليه المنصب. كما لفت مراقبون إلى المفارقة التي أشار إليها موفد "سكاي نيوز عربية"، حين قال إن "سماء موسكو غدًا ستكون فوق الرئيس الحالي والسابق لسوريا في ذات الوقت"، في إشارة إلى وجود بشار الأسد المقيم مؤقتًا في موسكو منذ مغادرته دمشق نهاية 2024.

العلاقات الروسية السورية

تعود جذور العلاقات بين دمشق وموسكو إلى خمسينيات القرن الماضي، حين أقامت سوريا علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفييتي، الذي دعمها عسكريًا واقتصاديًا في مواجهة الغرب. ومع اندلاع الحرب السورية عام 2011، تحولت روسيا إلى الحليف الأبرز لدمشق، إذ تدخلت عسكريًا عام 2015 لإنقاذ نظام الأسد من الانهيار، ما أعاد لموسكو نفوذًا واسعًا في الشرق الأوسط.

ورغم تغير القيادة السورية، ظلت موسكو حريصة على الحفاظ على نفوذها في سوريا بوصفها بوابة استراتيجية إلى البحر المتوسط، ومركزًا متقدمًا لمصالحها العسكرية والسياسية في المنطقة.

وتأتي زيارة الرئيس الشرع إلى روسيا اليوم لتؤكد استمرار هذا التحالف، وإن بوجوه جديدة، وسط مشهد إقليمي متغير تحاول موسكو من خلاله إعادة تثبيت حضورها في الساحة العربية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق