تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير محمود ياسين، أحد أعمدة الدراما والسينما المصرية، وصاحب المسيرة الثرية التي تركت بصمة خالدة في وجدان الجمهور العربي، امتدت مسيرة محمود ياسين على مدى عقود قدّم خلالها أدوارًا تنوعت بين البطولة الرومانسية والتاريخية والاجتماعية، ليصبح محمود ياسين أحد رموز الفن المصري والعربي.
في ذكرى وفاته.. لماذا لم يظهر محمود ياسين في فيلم الرسالة واكتفى بصوته فقط؟
رغم عشرات الأدوار التي جسّدها الفنان الكبير محمود ياسين أمام الكاميرا، يبقى ظهوره الصوتي في فيلم الرسالة للمخرج الراحل مصطفى العقاد من أبرز المحطات الغامضة في مسيرته، إذ لم يظهر محمود ياسين في أي مشهد من الفيلم، واكتفى بتقديم صوته في النسخة العربية، ما أثار تساؤلات كثيرة حول سبب غيابه عن الشاشة.

في عام 1976، كان المخرج السوري مصطفى العقاد يستعد لتقديم أحد أهم أفلام السيرة النبوية في تاريخ السينما الرسالة، والذي شارك في بطولته وفقًا لما يرصد موقع تحيا مصر نخبة من النجوم العرب، من بينهم عبد الله غيث، أحمد مرعي، سناء جميل، ومنى واصف، كان العقاد قريبًا من محمود ياسين، ووجد فيه صوتًا وحضورًا قادرين على خدمة رؤيته للفيلم، فدعاه للمشاركة في العمل.
سبب مشاركة محمود ياسين بصوته فقط في فيلم الرسالة
لكن القدر كان له رأي آخر حيث أنه في الوقت ذاته، كان محمود ياسين منشغلًا بتصوير فيلم “العذاب امرأة” مع المخرِج أحمد يحيى والفنانة نيللي، ما جعله غير متاح للسفر الطويل والمشاركة في التصوير المكثف لفيلم “الرسالة”، ومع ذلك لم يشأ أن يفوّت فرصة التعاون مع مصطفى العقاد، فاقترح عليه الأخير أن يُسهم بصوته في تسجيل بعض المقاطع الصوتية الخاصة بالفيلم، لتُستخدم ضمن مشاهد السرد الروائي.
وكان روى محمود ياسين في لقاء نادر مع صفاء أبو السعود في برنامج “ساعة صفا” تفاصيل مشاركته قائلًا إنه سافر إلى لندن لتسجيل بعض المقاطع الصوتية التي تتضمن أحاديث نبوية وآيات قرآنية بصوته ليُدرجها العقاد داخل الفيلم كراوٍ للأحداث، وبعد عودته إلى القاهرة أُعيد تسجيل المقاطع الصوتية مرة أخرى في استوديوهات مصرية بصحبة المهندس نصري عبدالنور.
أول بطولات محمود ياسين في السينما
بدأ محمود ياسين مشواره من المسرح القومي، حيث تألق في أعمال مثل “الحلم” للمخرج عبد الرحيم الزرقاني، قبل أن يتولى لاحقًا إدارة المسرح القومي نفسه لفترة قصيرة، ومن المسرح انتقل إلى السينما، ليحقق انطلاقته الكبرى في فيلم “نحن لا نزرع الشوك” أمام شادية، ثم تتابعت بطولاته في أكثر من 150 فيلمًا، جعلته يحمل عن جدارة لقب “فتى الشاشة الأول”.
0 تعليق