أسعار النفط العالمية

ارتفعت أسعار النفط العالمية، اليوم الإثنين، مدفوعة بتأكيدات جديدة حول مساعي الولايات المتحدة والصين لتهدئة التوترات التجارية بينهما، بعد إعلان استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقاء نظيره الصيني شي جين بينج في وقت لاحق من شهر أكتوبر، وهو ما أنعش الآمال في تهدئة الصراع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد أن كان قد تسبب في تراجع أسعار الخام إلى أدنى مستوياتها منذ خمسة أشهر خلال تعاملات الجمعة الماضية.

أسعار النفط العالمية

صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 79 سنتًا أو بنسبة 1.3% لتسجل 63.52 دولارًا للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 78 سنتًا أو بنسبة 1.3% ليصل إلى 59.68 دولارًا للبرميل. 

وكان كلا الخامين قد تراجعا يوم الجمعة الماضي بنحو 4% ليغلقا عند أدنى مستوى لهما منذ مايو، بعد تهديد ترامب بإلغاء اللقاء المرتقب وفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الصينية.

وصرّح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس، بأن الاجتماع بين الزعيمين الأمريكي والصيني لا يزال في طريقه للانعقاد في كوريا الجنوبية أواخر أكتوبر الجاري، مؤكدًا وجود اتصالات مكثفة بين الجانبين خلال عطلة نهاية الأسبوع، مضيفًا: «لقد قمنا بتهدئة التصعيد بشكل كبير».

وتعكس تلك التصريحات رغبة الجانبين في تجنب مزيد من التصعيد التجاري الذي أثر سلبًا على الأسواق العالمية، بما في ذلك أسواق الطاقة، خلال الأشهر الماضية.

وقال المحلل الاقتصادي في بنك دي بي إس، سوفرو ساركار، إن عمليات البيع المكثفة التي شهدتها الأسواق في نهاية الأسبوع الماضي يبدو أنها بلغت ذروتها، مشيرًا إلى أن استعداد واشنطن وبكين للعودة إلى طاولة المفاوضات ساهم في رفع المعنويات ودعم أسعار النفط. 

وأضاف أن التوقعات قصيرة الأمد ستظل رهينة بنتائج المحادثات المقبلة ومدى نجاحها في تحقيق تقدم ملموس.

وأشار محللو الطاقة في شركة PVM، في مذكرة للعملاء، إلى أن أي تباطؤ في حركة التجارة الدولية سيؤثر سلبًا على الطلب العالمي للنفط، مؤكدين أن عودة العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى مسار أكثر استقرارًا ستكون عامل دعم رئيسي للسوق. 

وقالت المذكرة: «أي انخفاض في التجارة الدولية لا يمكن إلا أن يكون هبوطيًا بالنسبة للنفط».

واردات الصين من النفط الخام

على صعيد الطلب العالمي، أظهرت بيانات الجمارك الصينية أن واردات الصين من النفط الخام ارتفعت في سبتمبر بنسبة 3.9% مقارنة بالعام الماضي لتصل إلى 11.5 مليون برميل يوميًا، ما يعكس استمرار قوة الطلب في ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم.

وفي المقابل، أبقت منظمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك) في تقريرها الشهري الصادر اليوم على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير لهذا العام والعام المقبل، مشيرة إلى أن سوق النفط من المرجّح أن تشهد عجزًا أصغر في العرض خلال عام 2026 مع استمرار تحالف أوبك+ في زيادة إنتاجه تدريجيًا.

وقالت المنظمة في تقريرها إن التوازن بين العرض والطلب في السوق سيظل هشًا خلال العامين القادمين، لكنه يتجه تدريجيًا نحو الاستقرار مع تحسن الظروف الاقتصادية في الدول الكبرى وتراجع التوترات التجارية.

وفي سياق متصل، ساهمت بوادر السلام في الشرق الأوسط في الحد من المكاسب التي حققتها أسعار النفط، حيث أعلنت حركة حماس الفلسطينية المسلحة إطلاق سراح آخر 20 رهينة إسرائيلية ناجية اليوم الإثنين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية، بعد عامين من الحرب في غزة.

وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهذه الخطوة، واصفًا الاتفاق بأنه يمثل "فجرًا تاريخيًا لشرق أوسط جديد"، مؤكدًا أن السلام هو المكسب الحقيقي للعالم بعد سنوات من الدمار والمعاناة.