حرب لبنان وعض الأصابع - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عندما قال نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله إن نبيه بري رئيس مجلس النواب هو أخوهم الأكبر كان يقصد من ذلك منح بري تفويضاً باسم الحزب كي يتفاوض مع الوسطاء نيابة عنهم وإنهاء الحرب لإنقاذ الضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك وصور وقرى لبنان الحدودية، ووضع حد لما وصفه أكثر من مراقب فى قلب بيروت بـ"مجازر إسرائيلية" طالت المدنيين والمسعفين وهدمت الكثير من المبانى على رءوس وأجساد القاطنين بها.. ذهب الأمريكان بمقترحات وانتقلوا بين بيروت وتل أبيب ومازلنا نصحوا يومياً على دوي الانفجارات المتتالية في لبنان.

وعلى الجانب الآخر، نشهد صواريخ حزب الله وهي تذهب إلى حيفا وما بعد حيفا وهو ما يمثل إزعاجاً يومياً لإسرائيل، فما الذي يعطل قرار وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب؟.. الحقيقة هي أن إسرائيل التي استعرضت قوتها على الأراضي اللبنانية تريد أيضا وقف إطلاق النار ولكنها تضع لذلك شروطاً تعجيزية لا يمكن للجانب اللبناني قبولها، ومن أمثلة تلك الشروط أن توافق لبنان على حرية حركة إسرائيل على الأراضي اللبنانية في حال رصد تهريب أي أسلحة من سوريا أو إيران إلى حزب الله لإعادة تسليحه. وبينما تجرى الاتصالات للوصول إلى بر الأمان، تتناقل الأنباء ما يدور من قتال عنيف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في بلدة الخيام الحدودية، وهي "بوابة استراتيجية" في جنوب لبنان تحاول إسرائيل الاستيلاء عليها منذ عدة أيام، حيث تواصل إسرائيل هجماتها على البلدة، مستخدمة كل أنواع الأسلحة لتحقيق السيطرة عليها. وتتمركز الدبابات الإسرائيلية شرق البلدة، على بعد 6 كيلومترات من الحدود منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، مما يؤكد أن الجيش الإسرائيلي يسعى لتطويق البلدة من كل الجهات، مدعوما بغطاء جوي وبري مكثف.. ولعل ذلك يشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى نوايا إسرائيل الخبيثة والتى لا تغيب عن أذهان الجميع.

جريدة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قالت بوضوح إن حزب الله، ممثلاً برئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، يشن حرب استنزاف على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، في مسعى لمنع الحكومة اللبنانية من "تقديم تنازلات لإسرائيل وتهدئة موقفها"، خصوصاً فيما يتعلق بفرض منطقة عازلة منزوعة السلاح على طول الحدود وفي مختلف أنحاء جنوب لبنان حتى نهر الليطاني.

وبسبب العناد الإسرائيلي تتحول المعركة يوماً بعد يوم إلى لعبة دامية أقرب إلى عض الأصابع، يقترب حزب الله من الموافقة  على المقترحات الأمريكية لوقف إطلاق النار مع "بعض الملاحظات"، إلا أن بيروت وتل أبيب في دائرة القصف اليومي وكأنه لا نهاية لهذه الحرب، ولم تتوقف إسرائيل عند هذا الحد ولكننا صحونا من نومنا المتكرر لتصدمنا إسرائيل بأفكار جديدة مثل ضرب أذرع إيران في العراق، هذا الهوس الذي يعيشه نتنياهو يؤكد إصراره على جر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.

"يديعوت أحرونوت" أكدت أنه تم تدمير 80 في المئة من ترسانة حزب الله من الصواريخ والقذائف، ولكن الجريدة تؤكد أيضاً على  أن قدرات حزب الله  المتبقية لا تزال كافية لتهديد الإسرائيليين يومياً، وهو تكتيك ينظر إليه حزب الله كوسيلة لاستنزاف إسرائيل ودفعها إلى تخفيف مطالبها في المفاوضات التي توسطت فيها الولايات المتحدة بقيادة عاموس هوكستين.

ونحن على أعتاب تنصيب دونالد ترامب رئيساً لأمريكا نجد الأفخاخ قد نصبت في كل مكان وهو ما يجعلنا نتساءل هل هذه هي حراثة الأرض كي يأتي ترامب ليزرع بهدوء مشروعه بإنهاء الحرب بشروطه التي لاشك أنها ستكون منحازة بالكامل لإسرائيل؟.. ترامب هو الذي سبق له وأن صرح بأن مساحة إسرائيل صغيرة في إشارة إلى ضرورة توسع إسرائيل من خلال قضم الأراضي وهنا لا فرق بين الأراضي الفلسطينية أو اللبنانية، هنا تكمن المخاوف من القرار الأممي 1701 الذي يذهب بحزب الله إلى شمال نهر الليطاني وكان المفترض أن يملأ الجيش اللبناني هذا الفراغ ولكن كثرة الأقاويل عن منطقة منزوعة السلاح تثير الريبة، خاصةً عند من لهم خبرة في ألاعيب إسرائيل.

نهاية ولاية بايدن هي أسوأ نهاية لرئيس أمريكي حيث يرحل والعالم ملتهب من أركانه الأربعة، وبداية ولاية ترامب هي الملعب المحروث بعناية كي يسطر اسمه في سجلات من غيروا خرائط البلدان، اليد الإسرائيلية هي مخلب القط في هذه التغييرات التاريخية التي تمر بها المنطقة ونحن نراقب وننتظر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق