سجّل قطاع الطاقة الشمسية في السعودية إبرام عقود مشروعات جديدة اليوم الثلاثاء (3 ديسمبر/كانون الأول 2024) وذلك خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمملكة.

ورصدت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الاتفاق على بناء 3 مزارع شمسية على يد شركتي توتال إنرجي و"إي دي إف رينيوابلز" (EDF Renewables)، فضلًا عن اتفاقيات لبيع الكهرباء، على هامش انعقاد منتدى الاستثمار السعودي الفرنسي في العاصمة الرياض.

يأتي ذلك في إطار مساعي السعودية لتحقيق مستهدفات رفع قدرات الطاقة المتجددة من أقل من 5 غيغاواط حاليًا إلى 130 غيغاواط بحلول 2030، لتشكل 50% من مزيج الكهرباء بحلول عام 2030.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تنفرد السعودية وحدها بثلث النمو بقطاع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنوات الـ5 المقبلة.

عقود الطاقة الشمسية الجديدة

فازت شركة "إي دي إف" الفرنسية بعطاءين لتطوير مزرعة الطاقة الشمسية "الماسة" بقدرة 1 غيغاواط، ومزرعة "الحناكية 2" بقدرة 400 ميغاواط، بالتعاون مع شركة استثمارات الكهرباء الوطنية الصينية (SPIC).

بدورها، وقّعت توتال إنرجي اتفاقية مع شركة الجميح للطاقة والمياه السعودية (AEW)، بشأن تطوير مزرعة رابغ2 الشمسية داخل مدينة رابغ الصناعية.

ومن المتوقع دخول المزرعة بقدرة إنتاج 300 ميغاواط حيز الإنتاج في عام 2026.

ومُنحت المشروعات بموجب نموذج البناء والتملك والتشغيل (BOT) في إطار الجولة الخامسة لعطاءات الطاقة المتجددة في السعودية بإجمالي قدرات 3.7 غيغاواط، وباستثمارات 8 مليارات ريال (2.1 مليار دولار).

*(الريال السعودي = 0.27 دولارًا أميركيًا).

وعلاوة على ذلك، دخلت الشركتان الفرنسيتان في اتفاقيات مع الشركة السعودية لشراء الطاقة لمدة 25 عامًا لبيع إنتاج المشروعات المذكورة.

الطاقة الشمسية في السعودية

تتولى شركة توتال إنرجي التي تحتفل بمرور 50 عامًا على وجودها في المملكة -حاليًا- بناء محطة وادي الدواسر الشمسية، بقدرة 119 ميغاواط، التي من المقرر أن تدخل حيز الإنتاج في بداية العام المقبل (2025).

يأتي ذلك بالتعاون مع الشركاء شركة "تويوتا تسوشو" اليابانية (Toyota Tshusho) وشركة الطاقة التابعة لمجموعة الزاهد السعودية، اللتين تحملان نسبة 40% لكل منهما من أسهم المشروع.

ويتولى تحالف شركات يضم توتال إنرجي وشركة الجميح تطوير وبناء وتملّك وإدارة محطة الرابغ2 الشمسية بقدرة 300 ميغاواط.

ومن المتوقع دخول المحطة حيز الإنتاج في عام 2026، وأبرم مطوراها اتفاقية لشراء الكهرباء مع شركة شراء الطاقة السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني (2024) لبيع إنتاجها.

وعلاوة على ذلك، تطور توتال مشروعات طاقة شمسية سعودية أصغر لصالح عملاء بقطاع الصناعة والتجارة من خلال شركة سفير التي تمتلك نصف أسهمها مع شركة الطاقة التابعة لمجموعة الزاهد.

إنتاج وقود الطيران المستدام

أبرمت شركة أرامكو السعودية وتوتال إنرجي والشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير "سرك" (SIRC) المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) اتفاقية بشأن إقامة مصنع لإنتاج وقود الطيران المستدام (SAF) من المخلفات بشرق المملكة.

وعلى أساس التطوير المشترك وتقاسم التكاليف، سيقيّم الأطراف مدى إمكان تسخير الحلول الهندسية والتقنية المبتكرة، من أجل إعادة تدوير النفايات ومعالجتها ومنها زيت الطهي المستعمل والدهون الحيوانية.

حضر مراسم التوقيع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، والرئيس التنفيذي لتوتال إنرجي باتريك بويانيه، ورئيس أرامكو المهندس أمين حسن الناصر.

من جانبه، سلّط أمين الناصر الضوء على ضرورة خفض انبعاثات الطيران من خلال الوقود منخفض الكربون في ضوء توقعات نمو الطلب على النقل الجوي.

وفي هذا الإطار، قال إن أرامكو تبحث عن حلول مبتكرة وتستكشف إمكانات الإسهام في الجهود العالمية الرامية إلى خفض الانبعاثات؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

بدوره، أعرب باتريك بويانيه عن سعادته بالتعاون مع كلٍّ من أرامكو و"سرك" لإنتاج وقود الطيران المستدام في السعودية، والتحرك معًا لتقليل البصمة الكربونية لقطاع النقل الجوي.

وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، سبق إطلاق مشروع التقييم اختبارات ناجحة أجراها الشركاء الـ3 خلال العام الجاري (2024).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1- تقرير وكالة رويترز عن الاتفاقيات السعودية الفرنسية.

2- بيان توتال إنرجي عن احتفالها بـ50 عامًا بالمملكة.

3- بيان أرامكو عن مصنع وقود الطائرات المستدام.