شهدت محافظة تعز اليمنية، خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، تفشياً واسعاً لأوبئة خطيرة، أبرزها الكوليرا وحمى الضنك والحصبة، مما أدى إلى إصابة آلاف المواطنين ووفاة العشرات.

ووفقاً للإحصائيات الصادرة عن الإعلام الصحي بمحافظة تعز، فقد تم تسجيل أكثر من 10 آلاف حالة إصابة بأمراض الكوليرا وحمى الضنك والحصبة مجتمعة، منذ بداية العام وحتى نهاية أكتوبر الماضي، كما سجلت 51 حالة وفاة مرتبطة بهذه الأوبئة.

وبحسب التقرير، بلغ عدد حالات الاشتباه بالاسهالات المائية الحادة والكوليرا 6,682 حالة، تم تأكيد 781 منها مخبرياً، مع تسجيل 43 وفاة.

أما حالات الإصابة بحمى الضنك والحميات الأخرى فقد وصلت إلى 2,542 حالة، دون تسجيل أي وفيات نزفية، في حين بلغت حالات الاشتباه بالحصبة 1,286 حالة، مع تسجيل 8 وفيات.

أسباب التفشي:

يرجع تفشي هذه الأوبئة في محافظة تعز إلى عدة عوامل، من أبرزها:

• الحرب والنزاع المستمر: أدى النزاع الدائر في اليمن إلى تدمير البنية التحتية الصحية، ونقص الإمدادات الطبية، وتدهور الخدمات الأساسية كالمياه والصرف الصحي، مما ساهم في انتشار الأمراض المعدية.
• سوء التغذية: يعاني ملايين اليمنيين من سوء التغذية، مما يضعف جهاز المناعة لديهم ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
• نقص الوعي الصحي: يفتقر الكثير من المواطنين إلى الوعي الكافي بأهمية الوقاية من الأمراض، وطرق انتقال العدوى، مما يساهم في انتشار الأوبئة.

جهود مكافحة الأوبئة:

تبذل السلطات الصحية في محافظة تعز جهوداً كبيرة للحد من انتشار الأوبئة، من خلال:

• توسيع نطاق حملات التطعيم: لزيادة مناعة المواطنين ضد الأمراض المستوطنة.
• توفير الأدوية والمستلزمات الطبية: لتقديم العلاج للمصابين.
• توعية المجتمع: من خلال الحملات التوعوية حول أهمية النظافة الشخصية، وغسل الأيدي، وشرب المياه المفلترة.

دعوة إلى المجتمع الدولي:

تدعو السلطات الصحية في محافظة تعز، والمجتمع الدولي، إلى تقديم الدعم اللازم لمواجهة هذا الوضع الإنساني الكارثي، من خلال توفير المساعدات الطبية والإنسانية، وإعادة إعمار البنية التحتية الصحية، ودعم جهود مكافحة الأوبئة.

يشكل تفشي الأوبئة في محافظة تعز تهديداً حقيقياً على حياة المواطنين، ويستدعي تضافر الجهود الوطنية والدولية للحد من انتشارها، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمصابين.