تستأنف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم السبت 18 أكتوبر، العملية التعليمية في قطاع غزة بعد توقف دام نحو عامين بسبب الحرب "الإسرائيلية" على القطاع، في خطوة تهدف إلى إعادة الأمل والحياة للأطفال الفلسطينيين الذين حرموا من التعليم طيلة فترة العدوان.
وقالت "أونروا" في بيان لها إنها تستعد لاستقبال نحو 300 ألف طالب وطالبة في مدارسها المنتشرة بمختلف مناطق القطاع، مع توقعات بارتفاع العدد خلال الأيام المقبلة، مشيرةً إلى أن الخطة تتضمن إعادة 22 مركزًا صحيًا تابعًا للوكالة إلى العمل لتقديم الخدمات الطبية الأساسية للطلاب والعائلات في الوقت ذاته.
وأكدت الوكالة الأممية أن آلاف العاملين والكوادر التعليمية والإغاثية على استعداد لاستئناف عملهم، وأنها بصدد توزيع كميات كبيرة من المواد الغذائية والإغاثية التي ما تزال عالقة خارج القطاع بانتظار السماح بدخولها.
وفي تصريح صحفي، قال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لـ"أونروا"، إن الوكالة وضعت خطة متكاملة لاستئناف العملية التعليمية تدريجيًا داخل قطاع غزة، رغم الظروف الإنسانية الصعبة ودمار البنية التحتية.
وأوضح أن نحو 300 ألف طالب سيستأنفون تعليمهم في مدارس "أونروا"، منهم قرابة 10 آلاف طالب سيتلقون التعليم الوجاهي في المناطق الأقل تضررًا، فيما سيتلقى معظم الطلبة التعليم عن بعد عبر المنصات الرقمية التي أعيد تفعيلها مؤخرًا.
وأشار إلى أن 8 آلاف معلم ومعلمة سيشاركون في العملية التعليمية، مبينًا أن التحدي الأكبر يتمثل في توفير بيئة آمنة ووسائل تعليمية كافية في ظل انقطاع الكهرباء وشح الموارد.
وقال أبو حسنة: "الحرب على القطاع لا تزال مستمرة، وإن كانت بأوجه أخرى"، موضحًا أن وقف إطلاق النار المعلن الأسبوع الماضي لا يعني نهاية المعاناة، في ظل استمرار القيود "الإسرائيلية" على دخول المساعدات الإنسانية والمستلزمات التعليمية والطبية.
وأكد ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ لمواجهة خطر المجاعة الذي يهدد أكثر من مليوني فلسطيني، مشيرًا إلى أن نحو 6 آلاف شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية تكفي القطاع لثلاثة أشهر ما زالت متوقفة عند الجانب المصري من معبر رفح بانتظار السماح بدخولها.
وأوضح أن "إسرائيل" تمنع إدخال معدات الإيواء والأغطية والملابس الشتوية والأدوية، ما يزيد معاناة مئات آلاف النازحين في المخيمات ومراكز الإيواء المؤقتة، مؤكدًا أن 95% من سكان غزة يعتمدون حاليًا على المساعدات الإنسانية بعد أن فقد معظمهم مصادر رزقهم نتيجة الدمار الواسع للمنازل والمحال والمصانع.
وأضاف أن القطاع يضم خمسة معابر يمكن لـ"إسرائيل" من خلالها إدخال نحو ألف شاحنة مساعدات خلال عشر ساعات فقط، معتبرًا أن التأخير المتعمد في إدخال الإمدادات يمثل جريمة إنسانية يجب أن تتوقف فورًا.
وفي بيان آخر، شددت "أونروا" على أن "الوقت قد حان لإعادة بناء الحياة والأحلام من خلال التعليم"، مؤكدة أن الأطفال في غزة حرموا من مدارسهم لفترة طويلة جدًا، وأنه لا يمكن الحديث عن تعافٍ حقيقي دون عودة التعليم.
وأضافت أن أكثر من 8 آلاف معلم ومعلمة من كوادرها في غزة على استعداد لمساعدة الأطفال على العودة إلى الدراسة، رغم الصعوبات اللوجستية وانعدام الموارد، مؤكدة أن "أونروا" تبقى أكبر منظمة إنسانية عاملة في القطاع، وأن تعطيل عملها سيؤدي إلى انهيار الخدمات الأساسية في مجالات التعليم والصحة والإغاثة.
وتوقفت العملية التعليمية في غزة منذ 8 أكتوبر 2023، مع بدء الإبادة "الإسرائيلية" التي حوّلت معظم مدارس "أونروا" والمدارس الحكومية إلى مراكز إيواء للنازحين، بينما دُمّرت مئات المدارس بشكل كامل أو جزئي.
ووفق معطيات وزارة التعليم الفلسطينية حتى منتصف سبتمبر الماضي، فقد دمّرت "إسرائيل" 172 مدرسة حكومية، وقصفت 118 أخرى، إضافة إلى تخريب أكثر من 100 مدرسة تابعة لـ"أونروا".
كما استشهد 17،711 طالبًا وطالبة وجُرح 25،897 آخرون، إلى جانب استشهاد 763 من الكوادر التعليمية وإصابة 3،189 آخرين خلال الحرب.
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق