أسرار معركة كربلاء.. الحكاية التي غيّرت التاريخ الإسلامي - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تمر اليوم الذكرى الـ1345 لـ معركة كربلاء، الحدث التاريخي الأبرز في الذاكرة الإسلامية، والتي وقعت في العاشر من محرم سنة 61 هـ الموافق 12 أكتوبر 680م. شهدت معركة كربلاء استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وأهل بيته وأصحابه على يد جيش يزيد بن معاوية، وسُميت بذلك نسبة إلى مدينة كربلاء في العراق التي احتضنت الواقعة.

 

خلفيات سياسية متوترة

تُعد معركة كربلاء من أكثر الأحداث إثارة للجدل في التاريخ الإسلامي، إذ حملت أبعادًا سياسية ونفسية وعقائدية عميقة. بدأت جذور معركة كربلاء منذ تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان، في اتفاق أنهى الصراع المسلح وأطلق عليه “عام الجماعة”. كان من بنود هذا الصلح أن تعود الخلافة إلى مبدأ الشورى بعد وفاة معاوية، لكن الأمور اتخذت منحى مختلفًا لاحقًا.

 

توريث الحكم ليزيد

عندما قرر معاوية بن أبي سفيان ترشيح ابنه يزيد للحكم، اعتبر ذلك كثير من الصحابة خروجًا عن مبدأ الشورى. هذا القرار كان من أهم الأسباب التي مهّدت لاندلاع معركة كربلاء، حيث رأى المعارضون أن نظام الحكم بدأ يتحول من خلافة راشدة إلى ملك وراثي، مما أدى إلى انقسام سياسي عميق داخل الدولة الإسلامية.

 

موقف الإمام الحسين

مع تولي يزيد الحكم، سعى إلى نيل الشرعية عبر مبايعة كبار الصحابة، ومن بينهم الإمام الحسين بن علي. لكن الحسين رفض البيعة وغادر المدينة المنورة سرًا إلى مكة المكرمة، معلنًا موقفه الرافض للظلم. أصبحت مكة مركزًا للأنصار المؤيدين له، لتبدأ بذلك المرحلة التي مهدت فعليًا لوقوع معركة كربلاء.

 

بداية القتال في كربلاء

وقعت معركة كربلاء يوم العاشر من محرم عام 61 هـ بين جيش الإمام الحسين وجيش يزيد بقيادة عمر بن سعد. ضم الجيش الأموي في ميمنته عمر بن الحجاج وفي ميسرته شمر بن ذي الجوشن. فرض جيش يزيد حصارًا على معسكر الحسين ومنع عنه الماء، مما جعل أنصاره يعانون العطش الشديد قبل بدء القتال.

 

مشاهد البطولة والتضحية

بدأت معركة كربلاء برشق السهام، ثم دارت مواجهة غير متكافئة بين جيش الحسين الصغير وجيش يزيد الضخم. أظهر أنصار الحسين شجاعة نادرة في الدفاع عن مبدئهم رغم الفارق الكبير في العدد والعدة. استشهد العباس بن علي أثناء محاولته جلب الماء من نهر العلقمي، وبقي الإمام الحسين يقاتل حتى أصيب بسهم في عنقه وطعنات عدة أدت إلى استشهاده.

 

نهاية المعركة وأثرها

انتهت معركة كربلاء باستشهاد الإمام الحسين ومعظم أهل بيته، في واقعة هزّت ضمير الأمة الإسلامية. قام شمر بن ذي الجوشن بفصل رأس الحسين عن جسده، ولم ينجُ من الواقعة سوى علي بن الحسين زين العابدين الذي حفظ نسل أبيه. أصبحت معركة كربلاء رمزًا للثورة ضد الظلم، ومصدر إلهام للمسلمين عبر العصور.

 

أثر كربلاء في التاريخ

تركت معركة كربلاء تأثيرًا عميقًا على الوعي الديني والسياسي، وأصبحت محورًا في الهوية الشيعية. يتجدد إحياء ذكرى معركة كربلاء كل عام في يوم عاشوراء، رمزًا للصمود والتضحية. كما ألهمت الواقعة أجيالًا من المفكرين والمصلحين الذين رأوا في الحسين نموذجًا للثبات على المبدأ في وجه الاستبداد.

إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق