في تطور لافت في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد باسم نعيم، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن الحركة تجري محادثات مباشرة مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية حول غزة .
وفي تصريحات لقناة “سكاي نيوز” البريطانية، أوضح نعيم أن حماس على اتصال “مباشر مع بعض الشخصيات في الإدارة الأمريكية داخل البيت الأبيض بشأن شروط إنهاء قصف إسرائيل لقطاع غزة”.
وكشف أن الحركة تضع شروطًا واضحة لإنهاء القتال، تتضمن “تبادلا للأسرى وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية، والسماح بدخول كافة المساعدات إلى غزة، وإعادة إعمار قطاع غزة دون هجرة قسرية”.
وفي خطوة مفاجئة قد تحمل دلالات كبيرة، أكد نعيم استعداد حماس للتخلي عن إدارة قطاع غزة التي تتولاها منذ عام 2006، وذلك مقابل تلبية مطالبها المتعلقة بإنهاء الحرب.
تسليم إدارة القطاع فورا
وأضاف: “لقد أخبرنا الأمريكيين أيضا أننا مستعدون مجددا، لتسليم إدارة القطاع فورا إذا تم التوصل إلى نهاية لهذه الحرب”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تقديرات إسرائيلية تشير إلى وجود ما لا يقل عن 20 رهينة إسرائيليًا حيًا محتجزين في قطاع غزة، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين لا يزال وضعهم غير واضح، ويعتقد بوجود رفات 35 رهينة آخرين هناك.
وقد كثفت الولايات المتحدة جهودها في الأيام الأخيرة لضمان إطلاق سراح المواطن الأمريكي – الإسرائيلي عيدان ألكسندر، ويُنظر إلى إطلاق سراحه الأخير على نطاق واسع باعتباره إشارة حسن نية من جانب حركة حماس تجاه الولايات المتحدة.
وتأمل الحركة أن يمارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطًا على الحكومة الإسرائيلية للموافقة على صفقة شاملة تتضمن نهاية دائمة للحرب في غزة.
وعلى الصعيد الرسمي، لا تعترف الإدارة الأمريكية بحركة حماس وتصنفها كجماعة إرهابية، وتنفي إجراء أي اتصالات مباشرة معها.
محادثات مباشرة بين حماس
ومع ذلك، فقد ظهرت تقارير إعلامية في مارس 2025 تشير إلى وجود محادثات مباشرة بين حماس ومسؤولين في الإدارة الأمريكية.
وقد عززت هذه التقارير تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، التي بدت وكأنها تؤكد تلك الاتصالات عندما صرحت بأن المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب لشؤون الرهائن آدم بويلر، مخول بالتحدث مع أي طرف ذي صلة.
وتُعد هذه التصريحات من قيادي بارز في حماس أول تأكيد علني من الحركة على إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، وهو ما يمثل تحولًا محتملًا في الديناميكيات الإقليمية. ويثير استعداد حماس لتسليم إدارة غزة تساؤلات حول مستقبل القطاع بعد انتهاء الحرب، والشكل الذي ستتخذه السلطة الفلسطينية في ظل هذه التطورات، والدور الذي ستلعبه الولايات المتحدة في هذه المرحلة الحاسمة. ويترقب المراقبون عن كثب نتائج هذه المحادثات وتأثيرها على جهود إنهاء الصراع الدائر وتحديد مستقبل قطاع غزة.
تعليقات