علّق السفير معصوم مرزوق على زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، واصفًا إياها بأنها “زيارة صاخبة”، لا تزال مبكرة للحكم على نتائجها، مشيرًا إلى أن ترامب أعاد للأذهان صورة “الخواجة الجريجي” الذي كان يبيع الوهم للفلاحين في قرى مصر مقابل أموالهم وجهدهم، بينما ينبهرون بالعروض الزائفة.
ترامب يداعب غرائز أهل الخليج
وقال مرزوق في تصريح خاص لـ “الحرية” إن ترامب من خلال كلماته التي ألقاها أثناء زيارته داعب غرائز أهل الخليج بمبالغات في المدح والإعجاب، معتبرًا أن ذلك يعكس محاولة جديدة للاستفادة من الثقل الاقتصادي الخليجي دون تقديم مكاسب سياسية حقيقية في المقابل.
وأكد أن القدرات الاقتصادية، ما لم تترجم إلى مكاسب سياسية ملموسة، فإنها تصبح مجرد وعاء يغترف منه الأقوياء عنوة، مشددًا على أن المكاسب السياسية لا يمكن أن تختزل في مجرد كلمات حارة ورقص بالسيف أو بغيره.
وشدد على أن الأطراف الخليجية تحمل الآن عبء إثبات وزن الدولار في التبادل السياسي أيضا، وهي في نفس الوقت ستكون مسؤولة عن ترجمة ذلك في خدمة القضايا الإقليمية.
حضور مصر لم يكن ضروريًا
وأشار مرزوق إلى أن حضور مصر هذا اللقاء لم يكن ضروريًا، نظرًا لتراجع دورها في هذا المحور الإقليمي الجديد الذي يتشكل بقيادة سعودية، يبدو أنه يستهدف بلورة اصطفاف جديد يتولى معالجة ملفات كبرى لا تزال عالقة، أبرزها التسوية مع إسرائيل، والوضع في سوريا والعراق ولبنان، والعلاقة مع إيران وتركيا.
واعتبر السفير معصوم مرزوق أن حضور مصر في هذه القمة لم يكن ضروريًا، مؤكدًا أن دورها لم يعد مطلوبًا في هذا الإطار تحديدًا، في إشارة إلى التغيرات الجيوسياسية التي يشهدها الإقليم.
وأوضح مرزوق أن المنطقة تشهد ما “ميلاد اصطفاف إقليمي جديد”، تتولى فيه المملكة العربية السعودية دورًا قياديًا متصاعدًا، يهدف إلى إتمام صفقات إقليمية لا تزال متجمدة، من أبرزها التسوية مع الكيان الصهيوني، إلى جانب ملفات معقدة في كل من العراق وسوريا ولبنان وإيران وتركيا.
واختتم: “سوف يعود ترامب إلي واشنطن وقد ملأ ” بقجته” بتريليونات من الدولارات الخليجية، ولننتظر كي نري ما هو العائد المفيد لدول الخليج ، أو لأحوال إقليم الشرق الأوسط بشكل عام”.
اقرأ أيضًا: عبد الغني الحايس لـ”الحرية”: ترامب يبحث عن مكاسب واشنطن.. والقمة الخليجية مخيبة للآمال
تعليقات