انفجارات عنيفة تضرب مدنًا أوكرانية متعددة وتعصف بالبنية التحتية الحيوية

 شهدت أوكرانيا اليوم موجة جديدة من  الانفجارات العنيفة التي استهدفت مناطق متعددة في البلاد، بما في ذلك العاصمة كييف ومدن لفوف ولوتسك وخميلنيتسكي وتيرنوبول وتشيرنيجوف.

وأفادت وسائل إعلام أوكرانية محلية وشهود عيان عن تصاعد كبير في حدة الهجمات، مما أثار مخاوف واسعة بشأن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية والخدمات العامة.


تداعيات الانفجارات في العاصمة والمناطق المحيطة 

وفي كييف، تسببت الانفجارات في أضرار بالغة لشبكة السكك الحديدية، مما أثر بشكل مباشر على تشغيل خطوط مترو الأنفاق.

وبسبب تتابع انفجارات أعلنت شركة “أوكرزاليزنيتسا” (السكك الحديدية الأوكرانية) عن تأخيرات في حركة بعض القطارات نتيجة لتلف القضبان في منطقة العاصمة، في إشارة إلى حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للنقل.

استهداف المنشآت الحيوية في المدن الغربية والوسطى

توسعت رقعة الهجمات لتشمل مدنًا أخرى ذات أهمية استراتيجية، ففي تيرنوبول، أكد رئيس البلدية أن منشآت صناعية وبنية تحتية تعرضت للاستهداف المباشر، مما أدى إلى انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي عن جزء كبير من المدينة.

وفي تشيرنيغوف، تداولت الشبكات الاجتماعية تقارير عن إصابة منشآت البنية التحتية الحيوية بأضرار جسيمة، مما يشير إلى محاولة تعطيل الخدمات الأساسية.


وشهدت مقاطعة لفوف، الواقعة في غرب أوكرانيا، تضررًا في إحدى المنشآت الصناعية، إلى جانب تسجيل مشكلات كبيرة في إمدادات الكهرباء، مما يعكس التأثيرات المتعددة للهجمات على القطاعات الصناعية والطاقوية.

كما تم رصد سلسلة من الانفجارات الكبيرة في مقاطعتي لوتسك وخميلنيتسكي، مما يزيد من حجم الضغط على فرق الطوارئ والبنية التحتية المحلية.

وقد انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي توثق الانفجارات الضخمة في عدة مقاطعات أوكرانية، مما يظهر قوة وشدة هذه الهجمات.

انفجارات في اوكرانيا بعد هجوم روسي بالصواريخانفجارات في اوكرانيا بعد هجوم روسي بالصواريخ
انفجارات في اوكرانيا بعد هجوم روسي بالصواريخ

تأتي هذه الموجة من الهجمات التي تتزامن مع انفجارات كثيفة في سياق الضربات المستمرة التي تشنها القوات المسلحة الروسية على البنية التحتية الأوكرانية، وبدأت هذه الضربات في 10 أكتوبر 2022، بعد يومين من الهجوم الذي وصفته موسكو بـ “الإرهابي” على جسر القرم، والذي نسبته لأجهزة المخابرات الأوكرانية.


ووفقًا لـ RT، تُشن هذه الضربات بشكل رئيسي على منشآت الصناعات الدفاعية، والقيادة العسكرية، ومراكز الاتصالات في جميع أنحاء أوكرانيا.

في هذا الصدد، أكد السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أن القوات الروسية لا تستهدف المباني السكنية والبنية التحتية الاجتماعية في سياق “العمليات العسكرية”.

ويأتي هذا التصريح في الوقت الذي تواصل فيه قوات كييف، بحسب المصدر، شن هجمات صاروخية وهجمات بالطائرات المسيرة على مناطق ومدن روسية تعتبر مدنية.

على صعيد آخر مع تصاعد الهجوم الصيفي في أوكرانيا، من المتوقع أن تتجاوز روسيا حاجز المليون جندي بين قتيل وجريح في المعارك خلال الأسابيع المقبلة.

هذا التقدير يأتي في ظل الخسائر الفادحة التي تتكبدها القوات الروسية نتيجة المكاسب الميدانية الأوكرانية المتزايدة.


تفيد تقارير صادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن بأن روسيا تخسر ما يقدر بنحو 1000 جندي يومياً.

وعلى الرغم من أن الكرملين يعلن بانتظام عن أعداد أقل من خسائره، إلا أن تقديرات وكالات الاستخبارات الغربية وهيئة الأركان العامة الأوكرانية تشير إلى أن ما يقرب من مليون روسي قد قُتلوا أو جُرحوا حتى الآن.

روسيا.. خسائر بشرية غير مسبوقة

من بين الضحايا الروس الذين يُقدر عددهم بنحو 950 ألفاً حتى الآن، لقي ما يصل إلى 250 ألفاً حتفهم. ويؤكد التقرير أنه “لم تقترب أي حرب سوفيتية أو روسية منذ الحرب العالمية الثانية حتى من أوكرانيا من حيث معدل الوفيات”.

على الجانب الآخر، تكبدت أوكرانيا ما يقرب من 400 ألف ضحية، مع ما يتراوح بين 60 ألفاً و100 ألف حالة وفاة.

تباين التكتيكات العسكرية

يعكس التباين الكبير في الخسائر بين الجانبين الفروقات في التكتيكات العسكرية المستخدمة، فبينما تُصر روسيا على استخدام هجمات “موجة اللحم” التي تُرسل مجموعات كبيرة من الجنود في محاولة لاستنزاف موارد العدو، تعتمد القوات الأوكرانية على تكتيكات مختلفة.

تقديرات بريطانية سابقة

في مارس الماضي، قدرت وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا تكبدت حوالي 900 ألف إصابة منذ عام 2022. ولعدة أشهر، قدرت الوزارة أن روسيا تخسر حوالي 1000 جندي يومياً، سواءً قتلى أو جرحى. بناءً على هذا التوجه.

ومن المتوقع أن تتجاوز روسيا عتبة المليون جندي في الأسابيع المقبلة، مما يسلط الضوء على الكلفة البشرية الباهظة لهذه الحرب.

. .decs

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *