أعراض التسمم الغذائي.. كيف تميزها ومتى تستدعي القلق؟ 

أعراض التسمم الغذائي ليست مجرد مؤشرات صحية عابرة يمكن التغاضي عنها، بل قد تكون ناقوس خطر يُنذر بمشكلة صحية خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بجدية.

وفي ظل تزايد حالات الإصابة بالتسمم الغذائي بسبب سوء التخزين أو تناول أطعمة ملوثة، بات من الضروري التعرف على أعراض التسمم الغذائي بشكل دقيق، ومعرفة متى يجب التوجه إلى الطبيب دون تأخير.


أعراض التسمم الغذائيأعراض التسمم الغذائي
أعراض التسمم الغذائي

ما هو التسمم الغذائي؟ 

التسمم الغذائي هو اضطراب صحي ينتج عن تناول أطعمة أو مشروبات ملوثة بالبكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات أو السموم.

ويُعد من أكثر الأمراض شيوعًا المرتبطة بالتغذية، ويصيب ملايين الأشخاص حول العالم سنويًا.

تختلف أعراض التسمم الغذائي بحسب نوع المسبب، وشدة التلوث، والحالة الصحية للمصاب.

أعراض التسمم الغذائي الشائعة 

عند الحديث عن أعراض التسمم الغذائي، لا بد من الإشارة إلى أن الأعراض قد تظهر خلال ساعات قليلة من تناول الطعام الملوث، أو قد تتأخر لعدة أيام. ومن أبرز هذه الأعراض:


الإسهال: ويُعد من الأعراض الأكثر شيوعًا.

قد يكون مائيًا أو يحتوي على دم في الحالات الشديدة، وهو مؤشر على وجود التهابات في الأمعاء.

القيء: يحدث نتيجة محاولة الجسم التخلص من المواد السامة، وقد يكون عنيفًا ومستمرًا، مما يزيد من خطر الإصابة بالجفاف.

الغثيان: شعور مزعج بعدم الارتياح في المعدة يسبق غالبًا القيء.


ألم البطن: يتراوح بين الألم الخفيف والتقلصات الحادة، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن التهيج المعوي.

الحمى: قد تشير إلى تفاعل الجسم المناعي مع العوامل الممرضة.

الصداع: قد يكون ناتجًا عن الجفاف أو كعرض مرافق لعدوى الجهاز الهضمي.

فقدان الشهية: غالبًا ما يشعر المصاب بالنفور من الطعام نتيجة الانزعاج الهضمي.

آلام العضلات والضعف العام: بسبب نقص السوائل والمعادن، أو نتيجة الإرهاق العام من العدوى.


أعراض التسمم الغذائي التي تستدعي التدخل الطبي العاجل 

في بعض الحالات، تتجاوز أعراض التسمم الغذائي الحدود المعتادة لتصبح خطيرة وتهدد حياة المريض.

وفيما يلي الأعراض التي تستوجب التوجه إلى أقرب مستشفى فورًا:

الجفاف الشديد: ويظهر على شكل جفاف الفم، قلة التبول، الدوخة، وانخفاض ضغط الدم.

يُعد من أخطر مضاعفات القيء والإسهال، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.

انخفاض ضغط الدم: قد يؤدي إلى دوار أو إغماء، وهو مؤشر على فقدان كبير في السوائل والأملاح.

تشنجات عضلية حادة: نتيجة اضطراب توازن الأملاح في الجسم، وقد تدل على حالة طبية طارئة.

ضيق التنفس أو صعوبة في التنفس: يجب عدم إهمالها مطلقًا، فقد تشير إلى تفاعل تحسسي أو مضاعفات أكثر خطورة.

اضطراب في الوعي: مثل الخمول الشديد أو فقدان الوعي، ويُعد مؤشرًا على تطور الحالة نحو الأسوأ.

لماذا تختلف أعراض التسمم الغذائي من شخص لآخر؟ 

يرجع هذا الاختلاف إلى عدة عوامل، من بينها:

نوع الميكروب أو السم: فبعض أنواع البكتيريا مثل السالمونيلا تسبب أعراضًا أكثر شدة من غيرها.

كمية الطعام الملوث المتناولة: فكلما زادت الكمية، زادت الأعراض حدة.

العمر والحالة الصحية: كبار السن، الأطفال، والحوامل هم الأكثر عرضة للمضاعفات.

الجهاز المناعي للفرد: الأشخاص الذين يعانون من أمراض مناعية يكونون أكثر تأثرًا.

الوقاية أولًا: كيف نتجنب الإصابة بالتسمم الغذائي؟ 

أفضل طريقة لتجنب أعراض التسمم الغذائي هي اتباع إجراءات وقائية يومية:

غسل اليدين جيدًا قبل تحضير الطعام.

طهي الطعام جيدًا وخاصة اللحوم والدواجن.

حفظ الطعام في درجات حرارة مناسبة.

تجنب تناول الأطعمة المكشوفة أو التي لا نعرف مصدرها.

قراءة تاريخ صلاحية المنتجات قبل استخدامها.

استخدام أدوات مطبخ نظيفة وعدم خلط الأدوات المخصصة للحوم مع الخضروات النيئة.

متى يجب زيارة الطبيب؟ 

رغم أن الكثير من حالات التسمم الغذائي يمكن التعامل معها منزليًا، إلا أن هناك حالات تستدعي زيارة الطبيب، خاصة إذا:

استمرت الأعراض لأكثر من يومين دون تحسن.

ظهرت علامات الجفاف الشديد.

كان المصاب طفلًا أو مسنًا أو امرأة حامل.

وُجد دم في الإسهال أو القيء.

كانت الأعراض شديدة منذ البداية، مثل الحمى المرتفعة أو ألم البطن الحاد.

كيف تتم معالجة أعراض التسمم الغذائي؟ 

يتمحور علاج التسمم الغذائي حول تخفيف الأعراض ومنع الجفاف:

شرب كميات كبيرة من السوائل لتعويض الفقد.

استخدام محاليل الإماهة الفموية في الحالات الشديدة.

الراحة التامة وعدم بذل مجهود بدني.

تجنب الأطعمة الدهنية أو الحارة حتى التعافي الكامل.

في بعض الحالات، قد يصف الطبيب مضادات حيوية أو أدوية مضادة للإسهال.

 الخلاصة

تمثل أعراض التسمم الغذائي مؤشرًا هامًا على ضرورة الانتباه لنوعية الطعام الذي نتناوله، وطريقة تحضيره وتخزينه.

ورغم أن أغلب الحالات يمكن تجاوزها بالرعاية المنزلية، فإن الإهمال قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

لذلك، فإن التوعية بمخاطر التسمم الغذائي وطرق الوقاية منه تظل حجر الأساس لحماية الصحة العامة، خاصة في أوقات الصيف، ومع انتشار الأطعمة الجاهزة والمأكولات السريعة.

. .2pw1

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *