لم تكن تتخيل عروس بني سويف مهرائيل صبري، ابنة قرية باروط التابعة لمركز بني سويف، أن أيامها الأولى في بيت الزوجية ستتحول إلى كابوس حقيقي، ينتهي بها أمام النيابة العامة تشكو من الضرب والإهانة والتعذيب على يد زوجها، الذي لم تمر أسابيع قليلة على زواجهما.
وأكدت عروس بني سويف في أقوالها، أنها تعرضت للضرب المتواصل بسلك كهربائي من الساعة العاشرة مساءً حتى الخامسة صباحًا، فقط لأنها تأخرت في لملمة السجاد، كما قام زوجها بإغلاق الباب عليها، ووضع شريطًا لاصقًا على فمها، ثم طردها من الشقة بعد أن استولى على مصوغاتها الذهبية.
تفاصيل صادمة في أقوال عروس بني سويف
في شهادتها أمام النيابة، روت «مهرائيل» أن زوجها اعتاد إهانتها والتعدي عليها منذ بداية الزواج، قائلة: «ليلة الواقعة طلب مني ألم السجاد في 5 دقايق، ولما اتأخرت قفل عليّ الباب، وضربني بسلك الكهرباء من 10 بالليل لـ 5 الصبح، وبعدها خد دهبي وطردني».
وأضافت أنها لم تكن المرة الأولى التي تتعرض فيها للإهانة، مشيرة إلى أن الخلافات بينهما بدأت بعد أيام قليلة من الزواج، لكنها لم تتوقع أن تصل الأمور إلى التعذيب بهذا الشكل.
نرشح لك: «ماما منال» ضحية العنف الأسري في بني سويف.. بناتها يطالبن بإعادة محاكمة الأب وطبيب نفسي يحذر من آثار الصدمة |خاص
تحريات المباحث تؤكد صحة أقوال الزوجة
تحركت الأجهزة الأمنية فور تلقي البلاغ، وبدأت في جمع التحريات حول الواقعة. وبحسب مصدر أمني، فقد تأكدت صحة أقوال عروس بني سويف بعد مطابقة الإصابات التي وُجدت على جسدها مع روايتها للنيابة.
وعلى هذا الأساس، أصدرت النيابة قرارًا بحبس الزوج لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع استمرار استجوابه بشأن الاتهامات الموجهة إليه.
وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة بتاريخ 27 مايو، وتحركت فرق البحث بسرعة، ونجحت في إلقاء القبض على الزوج خلال ساعات من الإبلاغ.

فتاة يتيمة وزواج لم يكتمل شهرًا
تبلغ مهرائيل صبري من العمر 22 عامًا، وهي فتاة يتيمة الأب، تزوجت منذ أسابيع قليلة فقط، لكنها سرعان ما وجدت نفسها ضحية لاعتداءات متكررة، لتتحول قصة زواجها إلى واقعة تحقيق تتصدر حديث الناس.
وأكدت مصادر قريبة من المجني عليها أن الخلافات بينهما بدأت منذ الأسبوع الأول، وكان الزوج دائم التعدي عليها لفظيًا وجسديًا، حتى جاءت ليلة الواقعة التي كشفت الوجه الحقيقي للعلاقة.
استجابة عاجلة من الشرطة بعد تفاعل واسع على مواقع التواصل
انتشرت القصة سريعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول صور لآثار الضرب والتعذيب التي ظهرت على جسد عروس بني سويف، الأمر الذي أثار موجة غضب عارمة بين المستخدمين. وطالب الكثيرون بمحاسبة الزوج، وتوفير الحماية للزوجة.
استجابت مديرية أمن بني سويف للاستغاثات المنتشرة، وتم ضبط المتهم فورًا، وعُرض على جهات التحقيق، ليواجه الآن اتهامات رسمية تتعلق بالتعدي والاحتجاز القسري وسرقة المشغولات الذهبية.
النيابة تواصل التحقيق
وتستكمل النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة، وسط مطالبات مجتمعية بالقصاص من الجاني، وضرورة التشديد على حماية الزوجات من أي انتهاكات داخل البيوت، خصوصًا في الفترات الأولى من الزواج.
وتُعد قضية عروس بني سويف واحدة من أبرز الوقائع التي لاقت تفاعلًا واسعًا مؤخرًا، لما تحمله من تفاصيل صادمة، وسرعة الاستجابة الأمنية، وضغط الرأي العام.
عقوبة الزوج قد تصل إلى السجن المشدد 10 سنوات
وفي تصريحات خاصة لـ«الحرية»، قال المحامي أحمد عصام، الأستاذ بكلية الحقوق جامعة القاهرة، إن الواقعة التي تعرضت لها عروس بني سويف تُعد جريمة يعاقب عليها القانون المصري، وقد تصل العقوبة فيها إلى السجن المشدد لمدة 10 سنوات في بعض الحالات.
وأوضح أن الضرب المسبب لإصابات جسيمة تستدعي علاجًا تتجاوز مدته 21 يومًا يُصنف قانونًا على أنه جناية، ويُحال مرتكبه إلى محكمة الجنايات مباشرة، بينما يعد الضرب الذي يسبب إصابات أقل “جنحة”، لكنه لا يقل خطورة من الناحية النفسية أو الاجتماعية، خصوصًا إذا تكرر أو ترافق مع احتجاز أو تهديد.
اقرأ أيضًا: جرائم القضاء على الزوجات تثير الجدل، وخبير نفسي يحذر من “الشخصية الانفجارية” |خاص
تعليقات