العالم على حافة أزمة صحية.. 5 أمراض قاتلة تنتشر في أمريكا

 بدأت 5 أمراض قاتلة تنتشر في أمريكا بوتيرة متسارعة منذ مطلع عام 2025، لتثير حالة من الطوارئ في الأوساط الطبية والعلمية.

وهذه الأمراض، التي تتنوع بين الفيروسات التنفسية والعدوى الحيوانية المصدر، وضعت نظام الرعاية الصحية تحت ضغط غير مسبوق، وسط تحذيرات جدية من احتمالية تحوّل بعضها إلى أوبئة عالمية جديدة.


5أمراض قاتلة تنتشر في أمريكا5أمراض قاتلة تنتشر في أمريكا
5أمراض قاتلة تنتشر في أمريكا

تعود هذه الموجة الوبائية في جزء كبير منها إلى تراجع معدلات التطعيم، وضعف البنية التحتية الصحية في بعض الولايات، فضلًا عن التغيرات المناخية التي أسهمت في توسيع دائرة انتشار الحشرات والقوارض، وهي من أبرز نواقل العدوى.

أولًا: فيروس هانتا – تهديد صامت قادم من القوارض 

في أبريل 2025، أعلن باحثون في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا عن اكتشاف 6 أنواع جديدة من القوارض الحاملة لفيروس هانتا، وذلك في ثلاث ولايات أمريكية رئيسية هي: فرجينيا، وكولورادو، وتكساس.

ويُعرف هذا الفيروس بأنه من مسببات متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، ويتشابه في أعراضه مع حالات كوفيد-19 الشديدة، ما يجعل تشخيصه المبكر أكثر تعقيدًا.

ينتقل فيروس هانتا إلى البشر من خلال استنشاق جزيئات دقيقة من بول أو براز أو لعاب القوارض المصابة، وتكمن خطورته في أن انتقاله لا يتطلب اتصالًا مباشرًا، مما يُضاعف من احتمالات انتشاره داخل الأماكن المغلقة والمزدحمة.


وتشير الدراسات إلى أن بعض سلالات الفيروس قادرة على إحداث مضاعفات قاتلة في الجهاز التنفسي خلال أيام من الإصابة، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون ضعف المناعة.

ثانيًا: إنفلونزا H1N1 – القاتل العائد من الظلال

رغم مرور أكثر من عقد على ظهوره للمرة الأولى، عاد فيروس H1N1 – المعروف باسم “إنفلونزا الخنازير” – بقوة إلى المشهد الصحي الأمريكي.

فقد أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في مايو الماضي عن تسجيل 216 حالة وفاة بين الأطفال نتيجة الإصابة بهذه السلالة.

ورغم أن إنفلونزا H1N1 تُعتبر شائعة نسبيًا في فصل الشتاء، إلا أن عدد الوفيات المرتفع هذا العام شكّل مفاجأة غير سارة للسلطات الصحية، مما دفعها إلى إطلاق حملات تطعيم مكثفة.


تتسبب هذه السلالة في عدوى تنفسية حادة قد تتطور إلى التهاب رئوي حاد، خصوصًا لدى الفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال وكبار السن والحوامل.

ويتخوف الخبراء من أن يؤدي التهاون في تلقي اللقاح السنوي إلى تفشي أوسع، قد يتسبب في أزمات داخل وحدات العناية المركزة بالمستشفيات.

ثالثًا: إنفلونزا الطيور H5N1 – من الأبقار إلى البشر؟ 

في سابقة صحية مثيرة للقلق، كشفت تقارير صحية حديثة عن انتشار غير معلن لسلالة H5N1 شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور بين الأبقار الحلوب في عدد من المزارع الأمريكية.

وهذه الواقعة، غير المسبوقة عالميًا، وضعت العلماء في حالة استنفار، وسط مخاوف من إمكانية تحوّل الفيروس إلى نسخة قادرة على الانتقال إلى البشر.

تُعد هذه الطفرة تطورًا خطيرًا في مسار إنفلونزا الطيور، التي كانت تُعرف سابقًا بأنها تقتصر على الطيور فقط.


ويشير خبراء الأوبئة إلى أن تحورات الفيروس الجينية الأخيرة قد تسمح له باختراق الحواجز النوعية، ما يجعله مهددًا بإحداث وباء واسع النطاق.

وتعمل السلطات حاليًا على مراقبة الأوضاع في المزارع المشتبه بها، إلى جانب تعزيز إجراءات السلامة في قطاع الألبان والدواجن، للحد من انتشار العدوى.

رابعًا: الحصبة – عودة الفيروس المنسي 

في مشهد يعكس خللًا كبيرًا في منظومة التلقيح، تسجل الولايات المتحدة حاليًا واحدة من أعنف موجات تفشي الحصبة في تاريخها الحديث، خاصة في ولاية تكساس، التي أعلنت عن 738 حالة مؤكدة حتى مطلع يونيو 2025.

يتركز التفشي في منطقة دالاس – فورت وورث، وهي من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان، ما ساهم في تسريع انتشار الفيروس.

وتُعد الحصبة مرضًا فيروسيًا شديد العدوى، ينتقل عبر الهواء، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الدماغ أو حتى الوفاة، خصوصًا في حال غياب اللقاحات.

ويرجع هذا التفشي إلى انخفاض ملحوظ في معدلات التطعيم، بسبب تنامي تيارات مناهضة اللقاحات في بعض الولايات.

كما أظهرت التقارير أن أكثر من 70% من المصابين لم يتلقوا أي جرعة من اللقاح المضاد للفيروس.

خامسًا: متحور كورونا الجديد NB.1.8.1 – عودة القلق العالمي 

لم تكد البشرية تلتقط أنفاسها من تبعات جائحة كورونا، حتى أعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض عن ظهور متحور جديد من الفيروس في ولاية نيويورك، يحمل اسم NB.1.8.1.

هذا المتحور، الذي سُجل أيضًا في الصين ودول أخرى، أثار قلقًا متزايدًا بسبب طفراته الوراثية التي قد تمنحه مقاومة أكبر للقاحات الحالية، بحسب تحذيرات علماء الأوبئة.

وتشير التقديرات إلى أن NB.1.8.1 قد يمتلك قدرة عالية على الانتقال، ما يُهدد بإعادة إشعال موجة تفشي جديدة، خصوصًا مع اقتراب موسم الخريف.

وتزامنًا مع هذا التطور، تُناقش إدارة الصحة الأمريكية إمكانية تحديث الإرشادات الخاصة بتلقي الجرعات التعزيزية، لضمان استعداد البلاد لأي سيناريو محتمل.

أمريكا في مهب الأمراض.. والخطر مستمر 

إن تفشي 5 أمراض قاتلة تنتشر في أمريكا حاليًا لا يُنذر فقط بأزمات صحية داخلية، بل قد يكون مؤشرًا على بداية موجات أوسع قد تمتد إلى دول أخرى، في ظل العولمة والتنقل السريع بين الدول.

ويتطلب هذا الوضع تحركًا عاجلًا ليس فقط من السلطات الصحية الأمريكية، بل من المجتمع الدولي أيضًا، من أجل احتواء العدوى ومكافحة المعلومات المضللة حول اللقاحات.

كما يتوجب على المواطنين الالتزام بالإجراءات الوقائية، ورفع معدلات التلقيح، واتباع الإرشادات الطبية، خاصة في الولايات التي تشهد تفشيًا نشطًا للأمراض.

فالصحة العامة لم تعد مجرد مسؤولية فردية، بل باتت معركة جماعية لمواجهة تهديدات قد تتطور إلى أوبئة عالمية في أي لحظة.

. .141o

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *