يحتفل المسلمون بعيد الأضحى حول العالم، بعادات وطقوس مختلفة ومميزة، تعكس ثقافة كل بلد، حيث يُعد عيد الأضحى المبارك من أهم المناسبات الدينية التي يحتفل بها المسلمون في شتى بقاع الأرض، وهو اليوم الذي يجتمع فيه المسلمون على طاعة الله وأداء شعائر عظيمة مثل صلاة العيد وذبح الأضاحي.
وعلى الرغم من أن طقوس العيد الأساسية واحدة في كل الدول، فإن لكل بلد لمساته الثقافية والتقليدية الخاصة التي تضفي طابعًا مميزًا على الاحتفال.

كيف يحتفل المسلمون بعيد الأضحى حول العالم ؟
عيد الأضحى في مصر..فتة وزيارات وأجواء شعبية
في مصر، يبدأ يوم العيد بتكبيرات الفجر وصلاة العيد في المساجد والساحات الكبرى، وسط حضور جماهيري واسع وروحانية تملأ الأجواء.
ثم يتوجه الناس إلى منازلهم لبدء طقوس الذبح، حيث تُذبح الأضاحي أمام البيوت أو في أماكن مخصصة لذلك، ويتم تقسيم اللحوم على الأهل والأقارب والفقراء.
من أبرز أطباق عيد الأضحى في مصر” الفتة” ، وهي طبق شعبي يتكون من الأرز واللحم والخبز المحمص مع صوص الخل والثوم، إلى جانب الفتة، يظهر “الرقاق” المحشو باللحم في أغلب الموائد، مع اهتمام خاص بإعداد الأكلات الدسمة.
ولا تغيب العادات الاجتماعية عن الصورة، حيث يُعدّ عيد الأضحى فرصة لزيارة الأقارب وصلة الرحم، وتبادل التهاني، إلى جانب زيارة المقابر للدعاء للراحلين.
المغرب.. الزينة والأطباق التقليدية
في المغرب، يُعرف عيد الأضحى بـ”العيد الكبير”، وتسبقه أجواء استعداد بهيجة تشمل تزيين المنازل وشراء الملابس الجديدة وتحضير التوابل الخاصة بالطبخ.
بعد أداء صلاة العيد وذبح الأضحية، تجتمع العائلات حول مائدة غنية بأطباق تقليدية مثل الكسكس والطاجين المغربي.
وتُقدَّم أيضًا الحلويات المغربية الشهيرة مثل الشباكية والمسمن، وتستمر الاحتفالات على مدار ثلاثة أيام كاملة بطابع اجتماعي حميمي.

إندونيسيا..أكبر الدول الإسلامية سكانيًا تحتفل بطريقتها
في إندونيسيا، يُطلق على العيد اسم “إيدول أدهى” (Idul Adha)، وهو أحد أهم المناسبات الدينية في البلاد.
يُؤدى المسلمون صلاة العيد في الساحات الكبيرة، ثم تُذبح الأضاحي وتوزع اللحوم على الفقراء والمحتاجين.
تتميّز مائدة العيد الإندونيسية بأطباق مثل الرندانغ (لحم مطهو بجوز الهند والتوابل)، والساتيه (أسياخ مشوية)، والكيتوبات (أرز مضغوط في أوراق النخيل).
بنغلاديش..يوم للتكافل الاجتماعي
في بنغلاديش، يُعرف العيد باسم “كورباني عيد”، وتُقام صلاة العيد في الأماكن المفتوحة، يعقبها ذبح الأضاحي في جو يملأه التكبير والتراحم.
يتم توزيع اللحوم على الجيران والأقارب والفقراء، وتحرص الأسر على مشاركة الطعام مع المحتاجين، مما يعزز قيم التضامن والتكافل الاجتماعي.

المسلمون في الغرب..مظاهر العيد في المملكة المتحدة
في المملكة المتحدة، حيث يعيش ملايين المسلمين، يبدأ العيد بصلاة العيد في المساجد أو الحدائق العامة، ثم تقام تجمعات أسرية صغيرة.
البعض يذبح الأضحية عبر الجمعيات الإسلامية التي تقوم بتوزيع اللحوم على المحتاجين محليًا أو في دول العالم الإسلامي.
ويحرص المسلمون هناك على إعداد أطباق مثل البرياني والكباب والحليم، كما يُشجع الأطفال على المشاركة عبر تبادل الهدايا.
اليمن.. طقوس رجالية وأطباق نسائية تقليدية
في اليمن، يحمل عيد الأضحى طابعًا فريدًا يجمع بين الاحتفالات الرجولية والمهارات النسائية، إذ يخرج الرجال إلى المناطق الجبلية أو الصحراوية لممارسة رياضة الصيد، ويؤدون رقصات شعبية تقليدية بالخناجر اليمنية المعروفة بـ”الجنابي”، وسط أجواء من البهجة والفخر بالتراث.
أما النساء، فيتفرغن لتحضير أشهى الأطباق التقليدية، وعلى رأسها “الزربيان”، وهو طبق غني يتكوّن من الأرز واللحم المُتبّل بالتوابل اليمنية الفريدة.
كما يُقدّمن حلوى “السبايا”، التي تُعدّ من أشهر الحلويات اليمنية، وتحضَّر من الدقيق والبيض والسمن والعسل، وتُقدَّم للضيوف خلال أيام العيد.

تونس..مزيج من الروحانية والاحتفالات الثقافية
في تونس، لا يقتصر عيد الأضحى على الشعائر الدينية فقط، بل يُحتفل به بطابع ثقافي واجتماعي مميز.
تبدأ التحضيرات من الليلة السابقة، حيث تُشعل الأسر البخور في أرجاء المنازل لطرد الطاقة السلبية واستقبال العيد بنفحات طيبة.
وتُزيَّن الأضاحي بعلامات مميزة وزخارف تراثية قبل الذبح، في مشهد يعبّر عن الاهتمام بالجمال حتى في أداء الطقوس.
وبعد أداء صلاة العيد وذبح الأضحية، تُقام حفلات موسيقية شعبية تُحييها فرق فلكلورية، مما يضفي على المناسبة روحًا احتفالية تجمع بين الدين والتراث والثقافة.
عادات السعوديين في العيد.. تنظيم وترتيب عائلي
مريم أسامة، مواطنة مصرية تعيش في السعودية منذ سنوات، توضح لـ”الحرية” أن بعد صلاة العيد، ثم ذبح الأضحية، يطهي اللحوم، وتناول “لحم المقلقل”، ثم فترة راحة.
ثم الغداء المكوّن من “كبسة ولحمة”، يختلف بذلك عن مصر حيث تُقدّم الفتة واللحمة.
كما أن التجمعات الأسرية تكون منظمة، سواء عند عائلة الأم أو الأب، وتتبعها زيارات بين الأقارب في الأيام التالية.

في السودان.. تقاليد خاصة و”الشربوت” نجم المائدة
من جانبها، توضح مناسك عثمان، مواطنة سودانية في تصريح خاص لـ”الحرية، أن أغلب الأضاحي في السودان هي من الخراف، وتُطهى اللحوم لاحقًا ثم تجهيز “صواني” للرجال أولًا ثم للنساء.
وتابعت ” أن كل أسرة تكون مشغولة بذبح أضحيتها في الصباح، وبعد الغداء تبدأ الزيارات.
ومن أبرز ما يميز عيد الأضحى في السودان وجود مشروب تقليدي يُسمى “الشربوت”، وهو عبارة عن بلح مخمر مع قرفة وبهارات، يُقدم بجانب كميات كبيرة من اللحوم.
العيد في اليمن.. عيديات مباشرة وزيارات متواصلة
داليا، مواطنة يمنية، توضح لـ”الحرية” بعد صلاة العيد ذبح الأضاحي، لكن ما يميز اليمن هو حرص الرجال بعد الصلاة مباشرة على زيارة الخالات والعمات والأخوات وتقديم العيديات لهن.
تلي ذلك دعوة الغداء في بيت الجد أو كبير العائلة، وتستمر زيارات الأقارب خلال الأيام الثلاثة الأولى.
الاختلاف الأساسي عن مصر أن العيدية في اليمن تُقدّم مباشرة بعد الصلاة، بينما في مصر غالبًا ما تكون في وقت تجمع العائلة.
اقرأ أيضا: عادات عيد الفطر في مصر والعالم.. كيف يحتفل المسلمون بالعيد؟
تعليقات