هل دخلت مصر حزام الزلازل؟ حقائق علمية تكشف موقع مصر الجيولوجي بعد سلسلة الهزات الأخيرة 

بعد توالي الأخبار عن هزات أرضية شعر بها المواطنون في مناطق متفرقة من الجمهورية، عاد سؤال يفرض نفسه على الساحة بقوة: هل دخلت مصر حزام الزلازل؟ تساؤل مشروع، يتكرر مع كل رجّة أرضية تشهدها البلاد أو تشعر بها، ويثير القلق حول احتمالية تغيّر الوضع الجيولوجي الآمن الذي اعتادت عليه مصر عبر تاريخها.

هل دخلت مصر حزام الزلازل؟هل دخلت مصر حزام الزلازل؟
زلزال

الزلازل الأخيرة: ماذا حدث؟ 

شهدت مصر خلال الأشهر القليلة الماضية عددًا من الهزات الأرضية، تراوحت شدتها ما بين ضعيفة ومتوسطة، وكان أبرزها الزلزال الذي وقع فجر الإثنين الماضي وشعر به سكان القاهرة الكبرى وعدد من المحافظات الساحلية والصعيدية.


وعلى الرغم من أن هذه الهزات لم تسفر عن وقوع خسائر بشرية أو مادية تُذكر، فإنها كانت كفيلة بإثارة المخاوف لدى المواطنين الذين تساءلوا: لماذا نشعر بهذه الزلازل بشكل متكرر؟ وهل نحن مقبلون على مرحلة زلزالية جديدة في مصر؟

تصريح رسمي يوضح: مصر لم تدخل حزام الزلازل 

ردًا على هذه التساؤلات، خرج الدكتور طه رابح، عميد معهد البحوث الفلكية، بتوضيحات هامة خلال مداخلة هاتفية مع قناة “صدى البلد”، أكد فيها أن جميع الزلازل التي شعر بها المواطنون في مصر مؤخرًا لم تكن داخل الأراضي المصرية، بل كان مصدرها دول مجاورة تقع ضمن مناطق نشطة زلزاليًا مثل تركيا وجزيرة كريت.

وأضاف رابح أن الاستثناء الوحيد كان هزة أرضية خفيفة شهدتها مدينة الغردقة، لكنها لا تعني أن مصر دخلت نطاق الزلازل الخطرة.

وقال إن زلزال اليوم الذي سجل 5.8 درجة على مقياس ريختر، يُعد كبيرًا بالنسبة لمصر، لكنه ما يزال ضعيفًا مقارنة بزلازل دول مثل اليابان وتركيا.


ما هو حزام الزلازل؟ 

لفهم حقيقة موقع مصر الجيولوجي، يجب أولاً تعريف حزام الزلازل. يشير هذا المصطلح إلى مناطق نشطة زلزاليًا تقع على طول حدود الصفائح التكتونية في قشرة الأرض، مثل “حزام النار” حول المحيط الهادئ، أو منطقة صدع الأناضول في تركيا.

الدول التي تقع على هذه الأحزمة مثل إندونيسيا، اليابان، تركيا، إيران، والمكسيك، تشهد زلازل قوية ومتكررة، بسبب تحرّك الصفائح الأرضية وانزلاقها بشكل دائم.

موقع مصر الجيولوجي.. هل دخلت مصر حزام الزلازل؟

وفقًا لما أكده المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن مصر لا تقع ضمن حزام الزلازل النشط.

وأوضح المعهد في بيان رسمي، أن موقع الزلزال الأخير كان في جنوب تركيا، وهي منطقة معروفة بأنها من أكثر المناطق الزلزالية نشاطًا في العالم، وتقع على أحد حدود الصفائح التكتونية النشطة.


ويُعد البحر المتوسط أيضًا من المناطق الزلزالية المتوسطة، بسبب حركة الصفائح الإفريقية والأوراسية، ما يفسر شعور مصر أحيانًا بتأثير الزلازل التي تحدث في هذه المناطق، دون أن تكون مركزًا لها.

لماذا نشعر بالزلازل إذن؟ 

يُرجع الخبراء الشعور المتزايد بالزلازل في مصر مؤخرًا إلى عدة عوامل، أبرزها:

الاقتراب الجغرافي من مناطق نشطة مثل تركيا وكريت.

التوسع العمراني الرأسي، حيث تكون الأبراج والمباني العالية أكثر عرضة للاهتزاز والشعور بالزلازل.

زيادة التغطية الإعلامية وسرعة انتشار الأخبار، مما يجعل الناس أكثر وعيًا وتفاعلًا مع أي هزة، مهما كانت بسيطة.


الهدوء الليلي وقت حدوث أغلب الزلازل، ما يجعل الشعور بها أوضح.

هل هناك خطورة مستقبلية على مصر؟ 

حتى الآن، لا تشير الدراسات الجيولوجية ولا سجلات النشاط الزلزالي إلى وجود خطر حقيقي يهدد مصر بدخولها حزام الزلازل.

ومع ذلك، لا يمكن استبعاد وقوع زلازل متوسطة الشدة، خاصة في مناطق مثل البحر الأحمر أو شرق المتوسط، وهو ما يدعو إلى اليقظة العلمية وليس الذعر الشعبي.

ويؤكد العلماء أن ما تحتاجه مصر ليس القلق من الدخول في حزام الزلازل، وإنما تعزيز الجاهزية، من خلال:

تطبيق كود البناء المقاوم للزلازل في المشروعات الجديدة.

توعية المواطنين بكيفية التصرف أثناء الزلازل.

دعم منظومة الرصد الزلزالي بالأجهزة الحديثة وشبكات الإنذار المبكر.

مقارنة تاريخية: هل تغير شيء في نشاط الزلازل بمصر؟ 

بحسب أرشيف المعهد القومي للبحوث الفلكية، فإن مصر شهدت عبر العقود الماضية عددًا محدودًا من الزلازل المتوسطة، كان أبرزها زلزال عام 1992 الذي ضرب القاهرة وراح ضحيته المئات، لكنه كان ناتجًا عن تصدعات محلية وليس عن تحرك في حزام زلزالي عالمي.

أما الزلازل التي نشهدها اليوم، فهي – في معظمها – انعكاس لتغيرات تكتونية في دول مجاورة، ما يعني أن مصر لا تزال في منطقة زلزالية منخفضة الخطورة.

. .h86x

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *