أثار مقطع فيديو متداول للفنان الشعبي حسن شاكوش خلال غنائه في حفل خاص عاصفة من السخرية والتنمر على مواقع التواصل الاجتماعي؛ مما دفع جمهوره ومحبيه، وعلى رأسهم زميله مؤدي المهرجانات حمو بيكا، إلى الدفاع عنه ومطالبة الجميع باحترام خصوصية الفنانين، خاصة في لحظات ضعفهم أو مرضهم.

بداية الأزمة: فيديو متداول وتهكم جماهيري
في الساعات الماضية، انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه حسن شاكوش وهو يغني إلى جانب الفنان محمود الليثي، لكن بدا واضحًا ضعف صوته وإجهاده الشديد.
وهو ما استغله بعض رواد السوشيال ميديا للتعليق بسخرية حادة، واتهامات بعدم امتلاكه “القدرات الصوتية” التي تؤهله للغناء.
لكن الأمر لم يتوقف عند حد التندر، بل تحول إلى موجة تنمر واسعة، و”ترند ساخر” اجتاح منصات مثل تويتر وفيسبوك، ما دفع العديد من الفنانين للدفاع عن زميلهم، ورفض هذه المعاملة القاسية في أوقات المرض أو الضعف الإنساني.
حمو بيكا يدافع عن صديقه: الرجولة مش بس صوت
لم تمر ساعات قليلة حتى خرج حمو بيكا، أحد أبرز مؤدي المهرجانات، بتصريح مؤثر عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، يطالب فيه بوقف التنمر على حسن شاكوش، مؤكدًا أن ما تعرض له صديقه تجاوز حدود النقد.
وكتب بيكا: “من فضلكم لازم تسمعوا، ولا للتنمر. اللي بيهزر وبيتريق على حسن شاكوش عشان صوته تعبان، أحب أقولكم حاجة: الرجولة مش بس صوت، الرجولة مواقف وصمود وشغل وتعب وشقى عشان يوصل”.
وأضاف: “شاكوش أخويا، وصاحبي، عشرة سنين. راجل شاف كتير ولسه واقف على رجليه، بيغني وهو تعبان، وبيعافر وهو مجهد. وده مش ضعف، ده قوة قلب ومعدن أصيل”.
وختم رسالته الحماسية بقوله: “أنا واقف معاك يا شاكوش لآخر نفس، وكلنا عارفين إنك راجع أقوى. وده وعد من حمو بيكا قدام الدنيا كلها”.
شاكوش يرد: “صوتي مش بخير.. وكان لازم أفرّح أخويا”
وفي أول تعليق له على الأزمة، نشر حسن شاكوش توضيحًا عبر حسابه الرسمي على “إنستجرام”، أكد فيه أنه يعاني من وعكة صحية أثّرت بشكل مباشر على أحباله الصوتية، لكنه اضطر للغناء في حفل زفاف شقيقه الأصغر “نور التوت”، رغم الألم والتعب، إكرامًا للمناسبة العائلية.
وقال شاكوش: “أنا مبحبش أطلع أتكلم عن تعبي، بس حبيت أوضح حاجة: صوتي مش بخير، والأحبال الصوتية عندي تعبانة ومخلياني مش قادر أتكلم. بس ده كان فرح أخويا الصغير، وكان لازم أجي على نفسي وأغني”.
واستطرد قائلاً: “أنا مقدرتش أقدي زي ما انتوا متعودين، وده شيء طبيعي، الإنسان بيعيى ويتعب. لكن الناس اللي اتريقوا، أنتم أحرار. الفيديوهات اللي انتشرت عندي هي كمان، وأنا مش زعلان، بس حزنان على إن التعاطف بقى نادر، والناس نسيت إن الفنان إنسان”.
هل تتحول الحفلات الخاصة إلى فخ للفنانين؟
يفتح هذا الموقف بابًا واسعًا للنقاش حول ظاهرة تصوير الفنانين في حفلات خاصة دون إذنهم، ثم نشر هذه المقاطع للحكم على أدائهم في لحظة قد تكون خارج إطارهم الفني المعتاد.
ففي الوقت الذي تتطلب فيه بعض المواقف قدرًا من الخصوصية أو التقدير لظروف إنسانية، نجد أن السوشيال ميديا أصبحت ساحة مفتوحة للمقارنة، والتحليل، بل أحيانًا للسخرية القاسية، دون اعتبار للتوقيت أو الحالة الصحية أو النفسية للفنان.
بين حق الجمهور وحقوق الإنسان: معادلة صعبة
من الطبيعي أن الجمهور يمتلك الحق في تقييم أداء الفنانين، خاصة من يظهرون في المشهد العام، ويؤثرون في الذوق الثقافي العام، لكن التقييم لا يعني الإساءة، ولا يبرر التنمر، وهو ما أكد عليه عدد من النقاد الفنيين عقب الحادثة.
حسن شاكوش: صعود سريع وجدل دائم
اسمه الكامل حسن شاكوش، من مواليد محافظة الجيزة، وبدأ مشواره الفني كلاعب كرة في نادي إسكو، قبل أن يتحول إلى الغناء الشعبي، ويحقق شهرة واسعة بأغنية “بنت الجيران” التي تجاوزت نصف مليار مشاهدة على يوتيوب.
منذ انطلاقته، لم يخلُ مشواره من الجدل، سواء بسبب طبيعة أغانيه، أو أزماته مع نقابة الموسيقيين، لكنه استطاع أن يرسخ مكانته وسط جمهور ضخم، رغم الانتقادات، وهو ما يجعل ظهوره في لحظة ضعف، أمرًا مثيرًا للتعاطف، لا للسخرية.
خاتمة: شاكوش ليس وحده
تكشف أزمة حسن شاكوش الأخيرة عن عمق الفجوة بين الفنانين وجمهورهم في العصر الرقمي.
فبينما يُطلب من الفنان الكمال، يُنسى أنه بشر. وبينما تشتعل الترندات على أنقاض أزمات إنسانية، يغيب الحوار العقلاني والتقدير المهني.
تعليقات