تشهد مصر خلال الأيام الحالية واحدة من أشد الموجات الحارة التي ضربت البلاد منذ بداية موسم الصيف، وسط تحذيرات متكررة من الهيئة العامة للأرصاد الجوية بضرورة توخي الحذر واتخاذ التدابير الوقائية.

ومع تصاعد درجات الحرارة لمستويات قياسية، يتزايد تساؤل المواطنين حول موعد انكسار الموجة الحارة، وهو ما أجابت عنه الهيئة بتفاصيل مهمة تحمل في طياتها بعض الانفراج في الأفق.
ذروة الموجة الحارة.. درجات حرارة غير مسبوقة
أكدت هيئة الأرصاد الجوية أن البلاد تمر بذروة موجة حارة غير معتادة لهذا التوقيت من العام.
إذ سجلت مدينة أسوان أعلى درجات الحرارة على مستوى الجمهورية بواقع 47 درجة مئوية، بينما وصلت درجة الحرارة في القاهرة إلى 40 درجة، في مؤشر واضح على شدة الحالة الجوية التي تمر بها مصر حاليًا.
وتمتد الموجة الحارة لتشمل محافظات الوجه القبلي بأكملها، حيث سجلت سوهاج وقنا درجات حرارة تقترب من 46 درجة، بينما تشهد مناطق مثل الأقصر وأسيوط درجات حرارة مرتفعة كذلك، وسط أجواء جافة ومشمسة تزيد من الإحساس بحرارة الطقس.
أما المناطق الساحلية مثل الإسكندرية ومطروح، فتسجل درجات حرارة أكثر اعتدالًا، حيث بلغت العظمى في الإسكندرية 29 درجة مئوية، فيما سجلت مطروح 25 درجة للعظمى و19 للصغرى، ما يجعلها أقل تأثرًا بالموجة الحالية، رغم استمرار ارتفاع درجات الرطوبة.
توصيات عاجلة من الأرصاد
في ظل هذه الأجواء الشديدة الحرارة، أصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية مجموعة من النصائح والتحذيرات للمواطنين لتفادي آثار الموجة الحارة، وأهمها:
ارتداء الملابس القطنية والفاتحة.
تجنب الخروج في أوقات الذروة من الساعة 12 ظهرًا حتى 4 عصرًا.
شرب كميات كبيرة من المياه.
استخدام واقٍ من الشمس وارتداء قبعة عند الخروج نهارًا.
للمرضى وكبار السن، يُفضل البقاء في أماكن جيدة التهوية وعدم التعرض المباشر للشمس.
ارتداء الكمامات لمرضى الحساسية، خاصة في المناطق المعرضة لنشاط الرياح والأتربة.
كما حذرت الهيئة من زيادة نشاط الرياح المحملة بالرمال والأتربة في بعض المناطق مثل القاهرة الكبرى، الوجه البحري، الصحراء الغربية، ومناطق من جنوب البلاد، وهو ما قد يتسبب في انخفاض مستوى الرؤية الأفقية ويزيد من الإحساس بسوء الأحوال الجوية.
البحران المتوسط والأحمر.. استقرار نسبي وتحذيرات للمصطافين
أوضحت الهيئة أن البحرين المتوسط والأحمر يشهدان حالة من الاستقرار النسبي، حيث تتراوح حالة كل منهما بين معتدلة إلى مضطربة نسبيًا، ويصل ارتفاع الأمواج إلى 2.25 متر.
الرياح السطحية تختلف باختلاف المواقع، إذ تهب جنوبية شرقية إلى شمالية غربية في البحر المتوسط، ومن الشمال الشرقي إلى الشمال الغربي في البحر الأحمر.
ويُوصى الصيادون والمصطافون باتباع تعليمات السلامة البحرية والامتناع عن ممارسة الأنشطة المائية في فترات نشاط الرياح العالية، خاصة في المناطق المفتوحة.
موعد انكسار الموجة الحارة.. متى تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض؟
السؤال الذي يشغل بال الجميع الآن هو: ما هو موعد انكسار الموجة الحارة؟
أجابت الهيئة على هذا التساؤل مؤكدة أن بداية الانفراج ستكون اعتبارًا من اليوم الأحد 18 مايو 2025، حيث يُتوقع أن تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض التدريجي بمعدل يتراوح بين 5 إلى 7 درجات مئوية في شمال البلاد، بما في ذلك القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية وشمال الصعيد.
هذا التراجع سيسهم في تحول الطقس من شديد الحرارة إلى حار نهارًا، ولطيف إلى معتدل ليلًا، وهو ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا على انكسار الموجة الحارة وعودة الأجواء إلى مستوياتها الطبيعية لهذا الوقت من العام.
وتتوقع الهيئة أن تسجل القاهرة الكبرى درجات حرارة تتراوح بين 33 و35 درجة مئوية يوم الأحد، بينما تنخفض درجات الحرارة في السواحل الشمالية إلى ما بين 24 و26 درجة مئوية، مع تحسن نسبي في حركة الرياح ونسبة الرطوبة.
أهمية متابعة النشرات الجوية خلال الأيام المقبلة
شددت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في ختام بيانها على ضرورة متابعة النشرات الجوية اليومية والاعتماد على المصادر الرسمية لتحديثات الطقس، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تشهدها المنطقة حاليًا.
وأكدت الهيئة أن متابعة موعد انكسار الموجة الحارة لا يعني التراخي في اتخاذ الاحتياطات، بل على العكس، يتوجب الحذر خلال فترات التقلبات الجوية، خاصة وأن الموجة الحالية قد تتبعها موجات أخرى خلال فصل الصيف الذي لم يبدأ رسميًا بعد.
تقلبات جوية متوقعة.. هل الصيف بدأ مبكرًا هذا العام؟
في ظل تسجيل درجات حرارة غير معتادة لشهر مايو، يتساءل خبراء الأرصاد والمناخ عما إذا كان الصيف قد بدأ مبكرًا هذا العام، ووفقًا للخرائط الجوية، فإن المنطقة تتأثر بكتل هوائية ساخنة قادمة من شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا، ما أدى إلى هذا الارتفاع الاستثنائي في درجات الحرارة.
ومن المتوقع أن تستمر تلك التغيرات الجوية خلال فصل الصيف، مع احتمالية ظهور موجات حارة أخرى، وإن كانت أقل حدة من الحالية، بحسب التوقعات الفصلية.
تعليقات