خطة شاملة لتوسيع التواجد المصري في أفريقيا وتصدير الخدمات بالتعاون مع مجتمع الأعمال

عقدت جمعية رجال الأعمال المصريين، اجتماعا مشتركا للجنتي التطوير العقاري والمقاولات والاستشارات الهندسية مع رئيس جهاز التمثيل التجاري المصري وكيل أول الوزارة  الدكتور عبدالعزيز الشريف، عبر تقنية الفيديو كونفرانس ، وبحضور الوزير مفوض تجاري فاضل يعقوب مدير إدارة شؤون الدول الأفريقية، والكوميسا، وذلك لبحث سبل التعاون في تنفيذ خطة الجهاز لفتح أسواق جديدة في أفريقيا، والتعرف على الفرص التصديرية المتاحة لخدمات المقاولات والاستشارات الهندسية المصرية للدول الإفريقية.

وشهد اللقاء مشاركة 10 مكاتب تجارية مصرية بالقارة الأفريقية عبر الفيديو كونفرانس في كل من كينشاسا، ودار السلام، وبريتوريا وأبيدجان، وداكار، وكمبالا، ولوساكا، ونيروبي، ولاجوس وأكرا.

ورأس الاجتماع المهندس فتح الله فوزي نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية ورئيس لجنة التطوير العقاري والمقاولات والدكتور وليد سويدة رئيس لجنة الاستشارات الهندسية، وبحضور المهندس محمد عجلان نائب ثاني رئيس لجنة التطوير العقاري لقطاع المقاولات، والدكتور مراد ميشيل باخوم نائب رئيس لجنة الاستشارات الهندسية، والدكتور محمد يوسف المدير التنفيذي لجمعية رجال الأعمال المصريين وعدداً من رؤساء وممثلي الشركات أعضاء الجمعية.

وأكد المهندس فتح الله فوزي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال ورئيس لجنة التطوير العقاري والمقاولات، أن مصر لديها فرص تنافسية في التواجد في مشروعات التنمية في افريقيا خاصةً المشروعات التي لم يتم الإعلان عنها أو طرحها بعد.

وأوضح «فوزي» أن الهدف من هذا اللقاء هو بحث آفاق التعاون بين رجال الأعمال المصريين وجهاز التمثيل التجاري المصري لدعم فرص نمو صادرات قطاع خدمات التشييد والبناء المصري من خلال دراسة سبل تعزيز تواجد شركات المقاولات والتطوير العقاري والاستشارات الهندسية على مستوى القارة السمراء مؤكداً على قوة العلاقات الممتدة بين التمثيل التجاري المصري والجمعية على مر التاريخ.

واكد على دور مكاتب التمثيل التجاري في إمداد الشركات المصرية بالفرص المتاحة وتسهيل العمل على تواجدها في أسواق افريقيا حيث تعد مصر أكبر دولة في افريقيا لديها علاقات تجارية وسياسية قادرة على تنمية الشراكات الاقتصادية على مستوى دول القارة.

من جانبه قال الدكتور عبد العزيز الشريف رئيس جهاز التمثيل التجاري المصري، إن جمعية رجال الأعمال تظل الشريك الأساسي للتمثيل التجاري في ظل علاقات التعاون الممتدة والوثيقة، كما نؤكد على استمرار هذا التعاون لدعم قطاع خدمات التطوير العقاري والمقاولات والاستشارات الهندسية لكونه أهم القطاعات التصديرية التي تستهدف أسواق افريقيا التي تحظي بأولوية ودعم القيادة السياسية.

أضاف «الشريف» أن مجتمع الأعمال المصري وقطاع الخدمات يعد شريك الدولة في دعم رؤية مصر في التوسع التجاري والاستثماري في الخارج بشكل عام وللتمثيل التجاري بشكل خاص حيث يساند الجهود المشتركة الرامية إلى تعزيز الصادرات والتواجد المصري في الأسواق الدولية.

وأوضح أن مشاركة المكاتب التجارية في أفريقيا في هذا الحدث تأتي ضمن خطة متكاملة لدعم تصدير الخدمات المصرية، من خلال تزويد مجتمع الأعمال بالمعلومات الدقيقة، وتسهيل التواصل مع الجهات الحكومية والخاصة في الدول الإفريقية، وتهيئة الظروف أمام الشركات المصرية للدخول بقوة في مشروعات التنمية العمرانية والبنية التحتية بالقارة.

أكد رئيس جهاز التمثيل التجاري، أن العالم يشهد تحولاً في هيكل التجارة حيث أن الصادرات الخدمية تعد المحرك الرئيسي للاقتصاد العالمي، لافتاً إلى أن مصر فى هذا الإطار حققت قفزة نوعية في قطاعات التطوير العقاري والمقاولات والاستشارات الهندسية حيث أصبحت تجربة الشركات المصرية نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات عملاقة خلال مدد قياسية وبجودة تضاهي افضل المعايير الدولية.

وقال إن التجربة الرائدة للشركات المصرية في مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة وما تبعها من مشروعات المدن الجديدة والبنية التحتية والمرافق تعتبر بطاقة تعارف دولية تبرز قدرات المهندس والمقاول والمطور والاستشاري المصري امام العالم وتفتح آفاقاً أوسع لتصدير هذا النموذج لأسواق تتطلبه وعلى رأسها الأسواق الأفريقية حيث شهدت السنوات الأخيرة توسعا ملحوظا في ظهور الشركات المصرية في المنطقة العربية والافريقية في المقاولات والعقارات والاستشارات حيث فازت بعقود لمشروعات كبرى تعكس قدراتها التنافسية وخبراتها في قطاع المقاولات مما يفتح  آفاقاً جديدة وواعدة لتصدير قطاع الخدمات الهندسية والمقاولات.

كشف عبدالعزيز الشريف، أن التمثيل التجاري يعمل على خطة شاملة لتوسيع الحضور والتواجد المصري في أفريقيا، تركز على محورين اولا، والعمل على فتح أسواقاً جديدة والترويح للفرص المتاحة من خلال عمل المكاتب التجارية على متابعة مشروعات التنمية الحضرية والبنية التحتية في الدول الأفريقية خاصةً التي تشهد طفرة إنشائية.

اضاف «الشريف»، أما المحور الثاني يتمثل في دعم تصدير خدمات قطاع التطوير العقاري والمقاولات والاستشارات الهندسية، وعقد بعثات أعمال ولقاءات ثنائية على المستويين الحكومي والقطاع الخاص معاً، داعياً جمعية رجال الأعمال المصريين للمشاركة في إعداد طريقة عرض للفرص التصديرية في كل سوق والعمل على وضع خطة تنفيذية مشتركة وفقاً لاحتياجات كل دولة وحجم التمويل المتاح والجهات المنفذة وفرص الشراكة والمناقصات الدولية.

كما أكد أن ما تحقق في مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة والجلالة يمثل رصيد تصديري للشركات المصرية يجب استغلالها بذكاء حيث أن العالم يبحث عن شركات قادرة على تنفيذ مثل هذه المشروعات الكبرى، كما أن افريقيا تحتاج إلى نموذجاً ناجحاً يمكن الاعتماد عليه.

وقال إن نجاح خطة التوسع في افريقيا تعتمد على تكامل الأدوار بين الدول والقطاع الخاص، ولذا نراهن على الدور الحيوي لجمعية رجال الأعمال المصريين في المشاركة مع التمثيل التجاري، في قيادة بعثات ترويجية نوعية وبناء شراكات استراتيجية في افريقيا وتأسيس تحالفات قوية في دول مختلفة لتعزيز الحضور المصري في مشروعات التمويل الدولي.

أشار إلى أن افريقيا تمثل فرصة واعدة في قارة سريعة النمو يتوسع فيه العمران وتبحث عن شركاء موثوقون، مؤكدا أن مصر مؤهلة لتكون شريك أساسي لأفريقيا في عملية التنمية، كما أن التمثيل التجاري سيظل الشريك الداعم للشركات المصرية، يفتح الأبواب ويقدم المعلومات ويساند تحرككم في القارة السمراء .

وقال الدكتور وليد سويدة رئيس لجنة الاستشارات الهندسية بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن افريقيا تمثل بوابة هامة للاستثمارات والصادرات المصرية خاصة في قطاع الخدمات الاستشارية والمقاولات والتشييد والبناء، كما تمثل صادرات قطاع الخدمات أولوية لتحقيق أهداف القيادة السياسية والقطاع الخاص المصري.

وأشار، إلى أن افريقيا تتطلب تركيز أكثر من الشركات المصرية خاصةً في الدول التي توجد بها فرص واعدة لمشروعات التنمية وذات الأولوية السياسية لتعزيز التعاون الاقتصادي المصري الافريقي حيث أن الشركات المصرية تتجه نحو أسواق دول الخليج العربي في الوقت الذي تتسابق فيه دول منافسة مثل تركيا على دعم تواجد شركاتها داخل افريقيا.

وأكد أن مصر تمتلك مميزات اكثر من اي دولة أخرى تتنافس على مشروعات البنية التحتية والمقاولات والتشييد في ظل وجود اتفاقيات التجارة الحرة وعلاقات سياسية قوية وخبرات كبيرة في العمل في مشروعات قومية وتنموية تسهم في تعزيز التواجد المصري في أفريقيا.

من جانبه شدد المهندس محمد عجلان، نائب ثاني رئيس لجنة التطوير العقاري لقطاع التطوير العقاري والمقاولات، على ضرورة أن يحظى قطاع المقاولات بدعم واهتمام أكبر من الدولة في التصدير أسوة بتصدير السلع خاصةً لأفريقيا، حيث يعد المحرك للعديد من الصناعات الوطنية وفي تشغيل العمالة.

أوضح «عجلان»، أن الدعم المطلوب لقطاع المقاولات يبدأ من دراسة الفرص وحتى تقديم المظاريف المالية والفنية مما يتطلب دراسة الجوانب اللوجستية ونظم التمويل وتعاملات البنوك في الأسواق الأفريقية خاصةً القوانين المتعلقة بتحويل الاموال والأرباح وبالعمالة واسترداد الالات المعدات.

كما شدد على أهمية التنسيق بين السفارات المصرية ومكاتب التمثيل التجاري في دعم الشركات ضد المخاطر غير المدروسة والتي قد تظهر خلال تنفيذ المشروعات وعلى رأسها المستحقات المالية.

أكد «عجلان»، أن نجاح تصدير قطاع المقاولات يتطلب دعم الشركات في خطابات الضمان ووثيقة تأمين المخاطر الي جانب الدعم السياسي للدولة، مطالبا الحكومة بتبني برنامج لتصدير المقاولات مماثل للنموذج التركي حيث نجحت تركيا من خلال بنك التصدير التركي أن تضاعف حجم أعمال الشركات التركية من 1.5 مليار دولار إلى 30 مليار دولار خلال 10 سنوات.

وقال إن أسواق أفريقيا تمثل سوق واعد لقطاع المقاولات وبها فرص عمل ضخمة للشركات المصرية بالرغم مما تشهده من منافسة شرسة من الشركات الصينية والتركية حيث يقدر حجم المشروعات المطلوبة سنوياً من 60 إلى 70 مليار دولار.

من جانبه أوضح الوزير مفوض تجاري فاضل يعقوب مدير إدارة شؤون الدول الأفريقية والكوميسا بجهاز التمثيل التجاري، أجندة السياسة التجارية لعمل التمثيل التجاري في القارة الأفريقية استناداً لثلاثة محددات، هم العمق والامتداد الطبيعي لأفريقيا والاستراتيجي للأمن القومي المصري.

وقال «يعقوب»، إن مصر دولة أفريقية وأيضا نامية وبالتالي فإن قضية التنمية تعتبرمحرك أساسي لسياسة التمثيل التجاري داخل أفريقيا، وفي التجارة والاستثمار لأهميتهم في التقدم الاقتصادي للدول النامية.

اضاف، كذلك تقوم السياسة التجارية على زيادة الصادرات والتبادل التجاري مع أفريقيا ، والعمل على تشجيع الاستثمارات المصرية والتعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية.

وأكد أن اتفاقية التجارة الحرة تمثل أحد أهم محاور السياسة التجارية مع أفريقيا، لافتا إلى أن قطاع الاستشارات الهندسية والمقاولات، يأتي ضمن المرحلة الثانية من تحرير التجارة ولذلك يحظى بأولوية قصوى لدى جهاز التمثيل التجاري.

ودعا «يعقوب» جمعية رجال الأعمال إلى تعزيز التعاون بين مجتمع الأعمال والتمثيل التجاري في رفع تنافسية قطاع صادرات قطاع الخدمات الاستشارية والمقاولات في أفريقيا خلال المرحلة المقبلة.

وشدد على ضرورة قيام الشركات بحصر وتحديد التحديات والقوانين واللوائح التي تحد من نشاط شركات المقاولات والاستشارات الهندسية في أفريقيا أو تجعلها  في وضع تنافسي أقل من الدول الأخرى مثل تركيا والصين خاصة وأن اتفاقية التجارة الحرة القارية تنص على مبدأ التعامل بالمثل بين الدول.

وأكد أن التمثيل التجاري يقدم الدعم المعلوماتي المطلوب لتوسيع أنشطة الشركات المصرية وأعمالها في مشروعات التنمية داخل أسواق افريقيا من خلال دراسة حول قطاع التشيد المقاولات والتطوير العقاري والاستشارات الهندسية.

وشدد على أن الزيارات والتواجد المصري تعتبرعنصر مهم جداً في المنافسة الخارجية على مستوى جميع الأسواق إلى جانب دراسة الإجراءات والقوانين لكل دولة.

قال: « طموحاتنا في افريقيا كبيرة مع وجود فرص عمل عديدة لشركات التطوير العقاري والمقاولات والاستشارات خاصة في زامبيا في مشروعات البنية التحتية والممرات والطرق، بجانب السنغال وتنزانيا وكينيا وجيبوتي».

ولفت إلى أن افريقيا لا يوجد بها سوى 5 شركات دولية كبيرة في مجالات المقاولات والانشاءات منهم3 شركات مصرية، ما يعزز من صادرات الخدمات في افريقيا، مشيرا إلى أن علاقات مصر مع المؤسسات المالية الأفريقية جيدة، مثل بنك التنمية الأفريقي، كما أن الشركات المصرية تحظى بصورة إيجابية ودعم سياسي في أفريقيا.

وخلال الاجتماع قامت مكاتب التمثيل التجاري المصري في أفريقيا بعرض أبرز الفرص المتاحة للشركات المصرية العاملة في قطاع التطوير العقاري والاستشارات الهندسية والمقاولات في أسواق أفريقيا إلى جانب استعراض المشروعات العمرانية والبنية التحتية الجارية في تلك الدول، والتي تمثل فرصاً واعدة للشركات المصرية.

وشهد اللقاء تبادل الرؤى حول الفرص والتحديات التي تواجهها شركات المقاولات والاستشارات الهندسية والتطوير العقاري والتي تحد من زيادة صادرات الخدمات، إلى جانب مناقشات حول دور القطاع الخاص لتعظيم الاستفادة من مكاتب التمثيل التجاري في القارة وآليات العمل لمشروعات الشراكة.

وأكد المشاركون على أهمية مساندة الدولة للشركات المصرية من خلالها سفاراتها بالخارج في كيفية التحرك داخل افريقيا ودعمها في تجنب المخاطر المرتبطة بالعمل داخل افريقيا ومنها المستحقات المالية، واصدار خطابات الضمان والتمويل، والتواجد وتأسيس الشركات. وفي نهاية اللقاء أعرب المهندس فتح الله فوزي- نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس لجنة التطوير العقاري والمقاولات علة بالغ تقديره للمشاركات الايجابية التي تمت خلال اللقاء مؤكداً على استمرار قنوات التواصل والتعاون الايجابية بين مجتمع الاعمال المصري من أعضاء الجمعية والتمثيل التجاري المصري لما فيه الخير للاقتصاد المصري شاكرا التمثيل التجاري المصري وجميع الحضور على حسن مشاركاتهم .