«ماما منال» ضحية العنف الأسري في بني سويف.. بناتها يطالبن بإعادة محاكمة الأب وطبيب نفسي يحذر من آثار الصدمة |خاص

لم تكن منال نجيب المعروفة باسم «ماما منال» مجرد اسم جديد في قائمة ضحايا العنف الأسري، بل أصبحت رمزًا لأم ناضلت من أجل تربية أبنائها، وقاومت الإهانة والضرب والشتائم، حتى فقدت حياتها في النهاية على يد زوجها.

القصة الكاملة لـ ماما منال

بدأت قصة ماما منال بعنف وانتهت بوفاة، ولم تنته بعد، فقد أطلق أبناؤها الأربعة، ثلاث بنات وطفل، حملة إلكترونية تطالب بإعادة محاكمة والدهم، وتشديد العقوبة، بعد الحكم عليه بالسجن، معتبرين أن ما حدث «قتل عمد مع سبق الإصرار».


فقد عاشت منال نجيب في محافظة بني سويف سنوات من المعاناة مع زوجها، الذي اتسم بالعنف والعدوانية، وكان ينهال عليها بالضرب والسباب، رغم أنها كانت تتحمل نفقات الأسرة وحدها.

وبرغم تحملها المستمر، قررت أخيرًا الانفصال عنه، وهو القرار الذي فجر غضبه، فكثرت تهديداته، إلى أن وقعت الكارثة في 22 يناير الماضي.

قام الزوج حينها باحتجاز أبنائه في الطابق الأرضي، وصعد إلى الطابق العلوي حيث كانت منال، وانهال عليها بالضرب المبرح، مما أدى إلى إصابتها بنزيف في المخ وكسور بالجمجمة.

ودخلت منال في غيبوبة استمرت شهرًا كاملًا، قبل أن تفارق الحياة يوم 23 فبراير.


ماما منالماما منال
ماما منال

ابنتها تروي تفاصيل الجريمة

وفي بث مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خرجت “مريم”، ابنة الضحية، لتروي تفاصيل ما جرى في ذلك اليوم المشؤوم، قائلة: “كانت والدتي تعمل ليلًا ونهارًا من أجل توفير احتياجاتنا، بينما كان والدي لا ينفق علينا رغم راتبه المرتفع، وكان بخيلًا لدرجة أننا لم نتلقى منه جنيهًا واحدًا طوال حياتنا”.

وأضافت مريم: “كان يتعمد إذلالنا، يغلق الأنوار علينا ونحن نذاكر، يهددنا بالموت، ومرة قال لنا: هاطلعكم أنتم الخمسة في صناديق”.

وواصلت: “في أحد الأيام كنت أستعد للامتحان، ووجدته يضرب أمي، تدخلت لحمايتها فكسر لي ذراعي، وكسر أسنان أختي ماريا، حتى أنه قذف على أمي قفص العيش”.

وعن اللحظات الأخيرة، قالت مريم: “أمي ماتت من التعذيب، وليس من المرض، ظلت في الغيبوبة شهرًا، ونحن نعيش في رعب حتى بعد وفاتها، لأننا نشعر أن العدالة لم تتحقق بعد”.


رسائل حب وعتاب

رغم القسوة التي عانتها منال على يد زوجها، لم تكن تزرع الكراهية في قلوب أبنائها، وتقول مريم: “كانت تقول لنا دائمًا لا تدعوا على والدكم، اعتبروه مريضًا، كانت تنصحنا بعدم الرد عليه بالسوء، رغم أنه حرمنا من طفولتنا”.

وتابعت: “أمي كانت مثالًا للستر والعطاء، كانت تعمل وتساعد المحتاجين سرًا، وحتى في يوم وقفة العيد، صب عليها والدي ماءً ساخنًا، ومع ذلك كانت تقول لنا لا تسيئوا إليه، فهو في النهاية والدكم”.

الحملة الإلكترونية

بعد صدور الحكم بسجن الأب المتهم، لم تشعر الأسرة بأن العدالة قد اكتملت، فأطلقت البنات حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحت شعار: “حق ماما لازم يرجع”، طالبن خلالها بإعادة محاكمة والدهن، وتشديد العقوبة لتصبح بما يتناسب مع الجريمة التي وصفنها بأنها “قتل عمد”.

وقد لاقت الحملة تفاعلًا واسعًا من المواطنين، الذين عبروا عن تضامنهم الكامل مع البنات، مطالبين القضاء المصري بإعادة النظر في القضية، في ظل ما ظهر من شهادات وتفاصيل تدل على نية مسبقة للجريمة، وظروف إنسانية مأساوية.

نرشح لك: الدراما تفضح المسكوت عنه.. مسلسل أمي السعودي يسلط الضوء على العنف الأسري


كيف أثر العنف على الأبناء؟

وفي تصريحات خاصة لموقع «الحرية»، قال الدكتور محمد الوصيفي، أستاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان واضطرابات النوم: “العنف الجسدي والنفسي له آثار مدمرة على الأطفال، تبدأ من الخوف والتوتر في الصغر، وتصل إلى الاكتئاب والانعزال واضطرابات القلق في الكبر”.

وأوضح الوصيفي أن من أبرز تأثيرات العنف الجسدي على الأطفال:

الإصابات الجسدية كالكدمات والكسور.

الشعور الدائم بالخوف والرعب من مصدر التهديد داخل المنزل.

فقدان الشعور بالأمان حتى في بيئة يفترض أن تكون حامية لهم.

أما العنف النفسي، فأشار إلى أنه يترك آثارًا أعمق على المدى الطويل، مثل:

التوتر والقلق المستمرين.

الانسحاب الاجتماعي والانعزال عن الأقران.

اضطرابات في النوم والتركيز والتحصيل الدراسي.

وأضاف: “أغلب الأطفال الذين ينشأون في بيئة مليئة بالعنف يتعرضون لاحقًا لمشكلات في الثقة بالنفس، وقد يصبحون إما عُرضة للعدوان أو للانطواء، فضلًا عن احتمالات إصابتهم بالاكتئاب”.

نرشح لك: تعليقًا على أزمة لينا سلوان ونجاح بني حمد.. استشاري نفسي لـ«الحرية»: الطفل المُعنف قد يتحول إلى شخصية سيكوباتية

كيف نعالج الأطفال نفسيًا بعد الصدمة؟

ونصح الدكتور الوصيفي بعدة وسائل للتعامل مع الأطفال الذين عايشوا مثل هذه التجارب:

العلاج النفسي الفردي: لمساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم والتعامل معها.

الدعم الاجتماعي: عبر الأصدقاء والعائلة والمجتمع لتوفير بيئة آمنة بديلة.

العلاج السلوكي: لتعديل السلوكيات الناتجة عن التعرض للعنف، كالعزلة أو العنف المضاد.

كما نصح بضرورة تأهيل الأهل نفسيًا إذا كان الأطفال سيظلون تحت رعايتهم، من خلال:

جلسات التوعية النفسية.

التعرف على أنماط التربية الإيجابية.

إدراك مخاطر العنف وآثاره الممتدة.

اقرأ أيضًا: «سبع سنوات فقط؟».. غضب على السوشيال ميديا بعد الحكم على قاتل زوجته منال نجيب

. .g7tx

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *