“تشانجان” أحدث المنضمين.. صانعو السيارات الصينية يشعلون سباق الروبوتات البشرية

دخلت شركة تشانجان للسيارات رسمياً سباق الروبوتات البشرية، لتصبح أحدث صانع سيارات صيني يتجه إلى هذا القطاع الصاعد، في وقت تحذر فيه بكين من بوادر فقاعة استثمارية محتملة داخل الصناعة.

وكشفت الشركة، المدرجة في بورصة شينزين والمملوكة للدولة، أنها ستستثمر 225 مليون يوان (31.8 مليون دولار) مقابل حصة 50% في شركة Tianshu Intelligent Robotics Technology.

كانت “تشانجان” قد أعلنت الشهر الماضي، خلال معرض السيارات في مدينة غوانزو، أنها ستكشف عن نماذج أولية لروبوتات بشرية طُورت داخلياً ابتداءً من العام المقبل، إضافة إلى عرض أول روبوت مخصص للعمل داخل المركبات خلال الربع الأول من 2025، بحسب تقرير نشره موقع “scmp” واطلعت عليه “العربية Business”.

تعكس هذه الخطوة توجهاً واسعاً بين الشركات الصينية مثل “بي واي دي” و”إكس بينغ” و”شاومي”، والتي أصبحت ترى في الروبوتات البشرية امتداداً مباشراً لأعمالها في السيارات الذكية والكهربائية، وركيزة لتعزيز الكفاءة التشغيلية في مصانعها.

وقالت “تشانجان” إن شركة Tianshu ستقود جهود الشركة للاستفادة من قطاع الروبوتات، مشيرة إلى أن نشاطها مدفوع بتقنيات الروبوتات البشرية الذكية، ويهدف إلى تطوير عدة مسارات داخل الصناعة وتحقيق تمكين متبادل بين السيارات الذكية والروبوتات.

وفي السياق ذاته، كشفت شركة إكس بينغ الشهر الماضي عن الجيل الثاني من روبوتها البشري Iron، والذي وصفته بأنه بالغ الشبه بالبشر، مع خطط لإطلاق الإنتاج التجاري العام المقبل.

لكن هذا الاندفاع السريع نحو الروبوتات أثار تحذيرات رسمية.

فقد قال لي تشاو، المتحدث باسم اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، إن القطاع لا يزال غير ناضج، مشيراً إلى وجود أكثر من 150 شركة للروبوتات البشرية في الصين، نصفها تقريباً شركات ناشئة أو وافدة جديدة من صناعات أخرى.

وأضاف أن من الضروري الحذر من مخاطر تكرار المنتجات وازدحام السوق بنماذج متشابهة.

من جانبه، قال لي جون، مؤسس ورئيس شركة شاومي، إن الروبوتات البشرية ستُستخدم على نطاق واسع في مصانع الشركة خلال السنوات الخمس المقبلة، متوقعاً أن يتجاوز الطلب المنزلي على هذه الروبوتات الطلب الصناعي.

وفي مؤشر على تصاعد المنافسة على المواهب، ضمت “شاومي” مؤخراً المهندس السابق في فريق روبوت Optimus من “تسلا”، زاك لو زيو، والذي سيقود جهود تطوير “اليد الروبوتية عالية الدقة” في فريق الروبوتات بالشركة.

وتشير هذه التحركات المتسارعة إلى أن قطاع الروبوتات البشرية قد يتحول إلى ساحة رئيسية للتنافس بين عمالقة التكنولوجيا وصانعي السيارات في الصين، رغم المخاوف من وتيرة النمو المتسارعة وعدم نضج السوق بالكامل حتى الآن.