انطلقت جامعة الدول العربية في 22 مارس 1945، من قلب القاهرة كمنارة أمل لوحدة عربية تجمع 7 دول عربية.
تأسست الجامعة العربية بهدف التنسيق والتعاون بين الدول العربية في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة، والدفاع عن قضايا العرب على الصعيد الدولي، ومع مرور الوقت، توسع عدد الدول الأعضاء ليصل إلى 22 دولة عربية.
من القاهرة إلى تونس ثم العودة
يقع مقر الجامعة في القاهرة، بالقرب من ميدان التحرير، حيث شهد المبنى تاريخًا حافلًا من الاجتماعات والقرارات التي شكلت المشهد السياسي العربي.
ونقلت مقرها من القاهرة إلى تونس مؤقتًا عام 1979، وذلك بعد أن استولت إسرائيل على شبه جزيرة سيناء إثر حرب 1973، وقررت الجامعة نقل مقرها إلى العاصمة التونسية احتجاجًا على اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.
ظل المقر في تونس حتى عام 1990، ثم عاد إلى القاهرة بعد استعادة مصر لعلاقاتها العربية وتحسن الأوضاع السياسية.
اقرأ أيضًا: نور الهدى زكي لـ«الحرية»: مقترح عماد جاد بشأن نقل مقر الجامعة العربية للسعودية «إهانة غير مقبولة لمصر»
من الحلم إلى الواقع
كانت فكرة إنشاء الجامعة تمثل طموحًا كبيرًا لتحقيق وحدة عربية فعلية، لكن الواقع كان مختلفًا في كثير من الأحيان، شهدت خلافات سياسية بين الدول والأعضاء، وصراعات النفوذ الإقليمية، وكثير من الخطوات دون تحقيق الأهداف المرجوة.

قيادة الجامعة.. رموز عبر الزمن
تولى منصب الأمين العام للجامعة عدد من الشخصيات البارزة، كان لهم دور في قيادة المؤسسة عبر فترات مختلفة:
أحمد محمد صادق (مصر) — أول أمين عام (1945-1952)
صلاح الدين البشري (سوريا)
محمود رياض (مصر)
إبراهيم السالم (الكويت)
محمود رفعت (مصر)
حسن عبد الله إسماعيل (مصر)
عمرو موسى (مصر)
أحمد أبو الغيط (مصر) — الأمين العام الحالي منذ 2016
اقرأ أيضًا: «مصر درة الشرق».. عماد جاد يوضح أسباب تصريحاته بشأن نقل الجامعة العربية للسعودية
القضية الفلسطينية في جامعة الدول العربية
على مدار تاريخ الجامعة، كانت القضية الفلسطينية في صلب أولوياتها وقراراتها، إذ تمثل القضية والركيزة الأساسية التي تجمع العرب، رغم تباين المواقف والإجراءات بين الدول، خاصة مع ظهور موجة التطبيع مؤخرًا، ولكن تحديات الواقع فرضت الكثير من مواقف بلا جدوى.
تحديات وانتقادات
رغم أن الجامعة تواجه انتقادات عديدة بسبب محدودية تأثيرها في حل النزاعات والصراعات العربية، إلا أنها تبقى الإطار العربي الرسمي الوحيد للتنسيق والتشاور بين الدول.
في ظل التحولات السياسية والاقتصادية، يبقى السؤال حول قدرة الجامعة على تطوير آلياتها وإصلاح بنيتها لتصبح أكثر فاعلية.
جامعة الدول العربية ليست فقط مبنى في القاهرة، بل جزءًا ثقافيًا يمثل حلمًا مستمرًا بوحدة عربية لا تزال تتطلب إرادة حقيقية للتغيير، على الرغم من التحديات، ويبقى وجودها رمزًا هامًا للتعاون العربي، وأملًا في بناء مستقبل أكثر استقرارًا.
تعليقات