في مشهد نادر أدهش السائحين والغواصين، تم رصد القرش الحوتي صباح السبت 10 مايو في منطقة اللاجونا بمدينة دهب، إحدى أشهر وجهات الغوص في جنوب سيناء.
وقد جذب هذا الكائن البحري العملاق اهتمامًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول فيديوهات وصور توثق لحظة ظهوره قرب الشعب المرجانية، وسط تفاعل كبير من محبي البيئة البحرية.
ما هو القرش الحوتي؟
القرش الحوتي، أو كما يُطلق عليه البعض “العملاق اللطيف”، هو أكبر أنواع أسماك القرش، وقد يصل طوله إلى 18 مترًا ووزنه إلى أكثر من 15 طنًا.
ورغم ضخامته، إلا أنه غير مفترس ويتغذى على الكائنات الدقيقة مثل العوالق والبلانكتون، ويُعد من الكائنات النادرة التي تتمتع بشعبية كبيرة لدى الغواصين حول العالم، بسبب طبيعته الهادئة وسهولة تتبعه في المياه المفتوحة.
يعد القرش الحوتي من الأنواع المهددة بالانقراض وفقًا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، ويتواجد في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية بما في ذلك البحر الأحمر.
لماذا يُعد ظهور القرش الحوتي حدثًا بيئيًا هامًا؟
رؤية القرش الحوتي في مياه البحر الأحمر تُعد علامة إيجابية على صحة البيئة البحرية.
فهذا النوع من الكائنات لا يقترب من المناطق الملوثة أو ذات النشاط البشري الكثيف، مما يُشير إلى استقرار النظام البيئي في منطقة دهب.
كما أن تكرار ظهوره في السنوات الأخيرة يعزز من مكانة البحر الأحمر كموقع عالمي للتنوع البيولوجي البحري.
تحرك فوري من وزارة البيئة بعد ظهور القرش الحوتي
فور انتشار الخبر، أصدرت وزارة البيئة توجيهات عاجلة لفرق الرصد البيئي التابعة لمحميات جنوب سيناء بالتوجه إلى منطقة الظهور لمتابعة الموقف بدقة.
وأكدت الوزارة أن القرش الحوتي لا يشكل أي تهديد على الإنسان، بل وجوده يساهم في دعم السياحة البيئية، ويجب الحفاظ عليه بكل الوسائل الممكنة.
وجاءت أبرز إجراءات الوزارة كالتالي:
توجيه الغواصين بعدم الاقتراب لمسافة أقل من 10 إلى 15 مترًا من الكائن.
منع ملاحقة القرش بالقوارب أو الدراجات المائية.
تكثيف المراقبة البحرية للتأكد من سلامة مساره.
توعية أصحاب مراكب النزهة والغوص بقواعد التعامل مع الكائنات البحرية النادرة.
أهمية القرش الحوتي في السياحة البيئية
تُعزز رؤية كائن بحري ضخم مثل القرش الحوتي من جاذبية مصر كوجهة للغوص والسياحة البيئية.
ففي ظل تنامي الوعي البيئي عالميًا، يبحث العديد من السائحين عن تجارب طبيعية أصيلة وآمنة، والبحر الأحمر يوفر لهم بيئة مثالية لذلك.
كما أن الاهتمام المحلي والعالمي بهذه الظواهر يساهم في دعم الاقتصاد المحلي وزيادة معدلات الزيارة لجنوب سيناء.
دعوات للحفاظ على الكائنات البحرية
أطلقت وزارة البيئة نداءً عامًا للمواطنين والزوار بعدم إزعاج الكائن، مشددة على أن العبث أو محاولة لمسه قد يؤدي إلى سلوكات هروب تؤثر على مساره الطبيعي.
وأشارت إلى أن رصده يتم وفقًا لبروتوكولات دولية، وبالتعاون مع منظمات معنية بصون الحياة البحرية، في إطار التزام مصر بالاتفاقيات الدولية لحماية الكائنات المهددة بالانقراض.
ختامًا، ظهور القرش الحوتي في دهب يُعد رسالة بيئية مهمة تؤكد غنى البحر الأحمر وتنوعه، وتُسلّط الضوء على دور مصر في حماية تراثها البحري.
ومع التحرك الرسمي السريع والتفاعل الشعبي الكبير، يأمل خبراء البيئة في تكرار هذه الظواهر مستقبلاً، في ظل بيئة بحرية نظيفة ومستدامة تخدم السياحة والاقتصاد والتنوع الطبيعي على السواء.
اقرأ أيضًا: خطوات ورابط تقديم المستندات لصرف تعويضات طلمبات البنزين
تعليقات