مع بدء الحكومة المصرية إطلاق خدمات الجيل الخامس رسميًا، تحوّل السوق المحلى للهواتف المحمولة إلى ساحة استعدادات نشطة بين الشركات العالمية والمحلية، وسط توقعات بارتفاع الطلب على الهواتف الداعمة لتلك الشبكات الجديدة، وعودة الزخم إلى قطاع ظل يعانى من تباطؤ فى المبيعات خلال ألفترة الماضية.
وعادة ما ترتبط موجات التطور فى شبكات الاتصالات بحراك واضح فى سوق الهواتف المحمولة، ومع دخول الجيل الخامس رسميًا، بدأت المؤشرات الأولى لعودة النشاط تظهر فى تحركات الوكلاء والتجار، وتنتظر الشركات العاملة بالسوق “دفعة نفسية” لدى المستهلكين تدفعهم للترقية من أجهزتهم الحالية، خاصةً فئة المستخدمين الباحثين عن سرعات أعلى وأداء أكثر ثباتًا.
وشركات مثل أوبو وشأومى وسامسونج وrealme وغيرها بدأت بألفعل فى تعديل خريطة الطرازات المخصصة للسوق المصري، مع التركيز على الهواتف الداعمة لتقنية 5G، لم يعد الجيل الخامس حكرًا على الهواتف الرائدة، بل تسعى الشركات لتقديمه فى هواتف متوسطة واقتصادية تتيح للمستخدمين العاديين تجربة الجيل الجديد دون تحميل ميزانياتهم عبئًا كبيرًا.
من النقاط البارزة فى هذه المرحلة، الاتجاه القوى نحو التصنيع المحلى للهواتف، وهو ما يعد عاملًا حاسمًا فى قدرة السوق على تلبية الطلب بأسعار تنافسية، وتنتج حاليًا عدة مصانع فى مصر هواتف بقدرات مختلفة، وتستعد شركات جديدة لدخول هذا المجال بدعم من سياسات حكومية تشجع على التوطين، وتسهل الاستيراد الجزئى للمكونات بدلاً من الأجهزة الكاملة، وتمثل هذه الخطوة فرصة دعم للمنتجات المحلية وتوفير بدائل أرخص، وفتح الباب أمام تطوير صناعة الإلكترونيات المتقدمة داخل مصر.
والجيل الخامس ليس مجرد سرعة فى تحميل ألفيديوهات، بل هو بنية تحتية مستقبلية ستستخدم فى خدمات الواقع المعزز، الألعاب السحابية، منصات الذكاء الاصطناعي، وربط الأجهزة المنزلية، وكل هذا يجعل اختيار الهاتف الداعم للتقنية استثمارًا طويل الأمد.
وتتسابق الشركات على تقديم حزم متكاملة: هواتف مدعومة ببطاريات أكبر، وشاشات سلسة بترددات 120 هرتز، وتحديثات نظام أطول، ما يرفع سقف التوقعات لدى المستهلكين، ويغذى المنافسة بين العلامات التجارية.
ومع دخول الجيل الخامس، يتوقع خبراء السوق تحوّل سلوك المستخدم المصرى تجاه شراء الهواتف، لم يعد السعر هو العنصر الوحيد المحدد، بل ستدخل عناصر جديدة مثل دعم 5G، عمر الهاتف الافتراضي، وسرعة التحديثات، ومن المتوقع أن تنشط كذلك برامج التقسيط والعروض المرتبطة بالهواتف، بالتوازى مع توسع شركات المحمول فى تقديم باقات إنترنت مناسبة للجيل الجديد.
وإطلاق الجيل الخامس فى مصر لم يحدث فقط ثورة فى البنية التحتية للاتصالات، بل بدأ فى إعادة تشكيل سوق الهواتف المحمولة من جديد، ما بين طرازات جديدة وتصنيع محلى ومستهلك أكثر وعيًا، تستعد السوق المحلية لمرحلة انتعاش حقيقية، تقودها التكنولوجيا وتدفعها المنافسة.
تعليقات