عراقجى: مصر وإيران تلعبان دورا محوريًا فى تحقيق السلام والاستقرار الإقليمى

قال وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى، إن إيران ومصر دولتان كبيرتان فى المنطقة، تجمعهما حضارة عريقة وتاريخ طويل، ويلعبان دورًا محوريًا فى تحقيق السلام والاستقرار الإقليمى.

وأضاف عراقجي – خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي – أن العلاقات بين طهران والقاهرة تشهد مسارًا متقدمًا وغير مسبوق نحو التعاون والتقارب، مؤكدًا توافر الإرادة الكاملة من الجانبين لتطوير العلاقات الثنائية، وأن الطريق مفتوح اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وتابع أن المباحثات مع وزير الخارجية المصري أسفرت عن الاتفاق على استمرار المشاورات السياسية بين البلدين، إلى جانب العمل على زيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز التعاون السياحي.

وأوضح أن لقاءاته مع نظيره المصري تجاوزت الـ10 مرات، ما يعكس الزخم القوي والاهتمام المشترك من الجانبين بتوسيع آفاق التعاون على مختلف المستويات.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي، “إن المحادثات الثنائية مع الدكتور بدر عبدالعاطي تناولت القضايا الإقليمية الرئيسية، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، بالإضافة إلى لبنان وسوريا واليمن”، مؤكدا دعم بلاده الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني، وضرورة مواجهة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في المنطقة.

وثمن عراقجي الجهود التي تبذلها مصر وقطر لوقف إطلاق النار في غزة، مطالبا بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار يحظى بقبول أهالي غزة.. وأعرب عن أمله في أن تنجح تلك الجهود في تحقيق تهدئة شاملة تشمل تبادل الأسرى وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

كما أكد ثقة بلاده في نجاح مصر في مواصلة دورها المهم بالوساطة، معبرًا كذلك عن أمله في أن تؤدي تلك الجهود إلى نتائج ملموسة في القريب العاجل.

وفيما يتعلق بالملف اليمني والبحر الأحمر، قال وزير الخارجية الإيراني “إن المحادثات شملت مناقشات تفصيلية، وتمت الإشارة إلى أن أنصار الله في اليمن مثل حماس في غزة وحزب الله في لبنان، وهي فصائل مستقلة تتخذ قراراتها بشكل مستقل، لكن ذلك لا يعني أن إيران تصدر لها أوامر أو توجهات، حيث أن هذه الفصائل تمتلك أهدافًا ومبادئ واضحة“.

وأضاف: “في اليمن، أعلن الشعب اليمني بوضوح أن عملياته في البحر الأحمر مرتبطة بوقف إطلاق النار في غزة، وهذه العمليات تستهدف فقط السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل، وستتوقف فور تحقق وقف إطلاق نار في غزة“.

وشدد وزير خارجية إيران على دعم بلاده الكامل للهدوء والاستقرار في المنطقة، معربا عن تطلعه إلى أن تحل القضايا الإقليمية عبر الحوار، حيث تسعي وتعمل بلاده من أجل ذلك.

وفيما يخص الملف النووي الإيراني، أشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى أنه ناقش مع الجانب المصري تفاصيل المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة، مؤكدا أن البرنامج النووي الإيراني هو “برنامج سلمي بالكامل“.

وقال عراقجي “لا نخفي شيئًا في هذا الملف، والتخصيب يتم لأغراض سلمية بحتة.. وهذا إنجاز علمي لشعبنا، حيث قدم الإيرانيون الكثير لتحقيقه، ونحن لا نسعى للحصول على سلاح نووي، لكننا في الوقت نفسه لن نتخلى عن حقوقنا المشروعة بموجب القانون الدولي“.

ولفت إلى أن أي نشاط نووي سلمي تقوم به إيران، بما في ذلك التخصيب، لا يمكن تعطيله، معربا عن استعداد بلاده لاتخاذ خطوات تثبت سلمية أنشطتها كما فعلت سابقًا في اتفاق عام 2015، الذي التزمت به إيران بشكل كامل.

وأوضح أن الهدف من المفاوضات الحالية هو تقديم ضمانات كافية بأن إيران لا تسعى إلى السلاح النووي، مضيفا: “إذا كانت أهداف المفاوضات واقعية يمكن الوصول إلى اتفاق، أما إذا كانت المطالب تهدف إلى حرمان إيران من حقوقها السلمية، فلن يكون هناك اتفاق“.

وتابع: “نحن لم نغادر طاولة المفاوضات، وندعم منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي”، مشددا على أن الدبلوماسية هي الخيار الوحيد المطروح لحل الخلافات، داعيًا إلى رفع العقوبات المفروضة على بلاده فورًا.

وأعرب وزير خارجية إيران عن شكره لمصر على دعمها للمفاوضات النووية، قائلا: “نقدر دعم مصر ومساعدتها في هذا المسار، وسنواصل المحادثات معها ومع باقي دول المنطقة بهذا الشأن”.. واختتم كلمته بالتأكيد على ضرورة أن تبقى الوكالة الدولية للطاقة الذرية منظمة تقنية مستقلة.