تفككت منصة “مونيفاي” الرقمية المملوكة للملياردير المصري نجيب ساويرس بشكل شبه كامل، بعد أشهر قليلة من انطلاقها الصاخبة في دبي، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرج اليوم.
ساويرس، الذي تُقدّر ثروته بنحو 8.4 مليار دولار، أطلق “مونيفاي” في نوفمبر 2024 كمشروع رقمي طموح يستهدف جيل الألفية والجيل زد، بمحتوى يركز على ريادة الأعمال، والاستثمار، والحرية المالية.
واستقطبت المنصة نخبة من الكفاءات من نيويورك إلى الشرق الأوسط برواتب مجزية، أبرزهم مايكل بيترز، الرئيس التنفيذي السابق لشبكة يورونيوز، وياسر بشر، مؤسس القسم الرقمي في مجموعة الجزيرة، والذي عمل مستشارًا رئيسيًا لساويرس.
عمليات تسريح جماعية
ورغم حفل الإطلاق الفخم الذي أُقيم في متحف المستقبل بدبي، وتأكيد ساويرس حينها أن المشروع يهدف لرد الجميل للمجتمع، فإن المنصة لم تحقق أي أرباح تذكر.
وفي يناير الماضي، بدأت عمليات تسريح جماعية مفاجئة، تبعها مغادرة بيترز منصبه، دون تقديم أي توضيحات للموظفين، حسبما نقلت بلومبرج عن مصادر مطلعة.
وأشارت المصادر إلى أن المشروع، الذي تتولاه حاليًا لانا ساويرس، ابنة رجل الأعمال المصري، لم يعد يعمل بنفس الكفاءة، بعد أن خسر عشرات الملايين من الدولارات، في ظل غياب نموذج واضح لتحقيق الإيرادات. بل إن ساويرس نفسه، وخلال اجتماع داخلي في بداية العام، طلب من الموظفين اقتراح أفكار لتمويل المشروع، في إشارة إلى ارتباك إداري واضح.
اقرأ أيضًا: مورجان ستانلي: الدولار الأمريكي يتجه نحو أدنى مستوياته منذ جائحة كوفيد-19
من جانبها، قالت كارلي رايلي، مقدمة برنامج “Moniify Daily” التي انتقلت من نيويورك إلى دبي للعمل مع المنصة: “كان من الواضح أن لدينا وقتًا كافيًا لبناء المشروع تدريجيًا. لم نتوقع التراجع بهذه السرعة”.
ويبدو أن الصراع الخفي بين قيادات المشروع كان أحد عوامل فشل المنصة، إذ وُصف بيترز بالبطء في الأداء، في حين كان بشر أكثر نشاطًا، قبل مغادرته بعد الإطلاق، ما جعل بيترز في مواجهة التحديات منفردًا، حتى حلّت محله لانا ساويرس لاحقًا.
ويعلق الدكتور عمر الغازي، أستاذ الإعلام المساعد في كلية لندن للاقتصاد، قائلاً: “سوق الإعلام بحاجة ماسة إلى منصات تخاطب الشباب في مجالات المال وريادة الأعمال، لكن هذا النوع من الاستثمارات محفوف بالمخاطر، نظرًا لصعوبة الجمع بين الابتكار والمصداقية دون الانزلاق نحو المحتوى السطحي”.
وتُعد “مونيفاي” أحدث تجربة إعلامية ضمن سلسلة استثمارات نجيب ساويرس في القطاع، إذ سبق أن كان المساهم الأكبر في شبكة يورونيوز، قبل أن يبيع حصته نهاية 2021 عقب خسائر متتالية.
تعليقات