في مشهد يعكس رقي الوسط الفني المصري قامت الفنانة الشابة آية سماحة بعمل زيارة مفاجئة إلى منزل الفنانة الكبيرة مشيرة إسماعيل، لتقديم اعتذارها الشخصي عن الأزمة الأخيرة التي جمعت بينهما، على خلفية تصريح آية المندفع حول إغلاق عيادة بيطرية زُجّ باسم الفنانة القديرة فيه دون سند.

مشهد الاعتذار.. الكبار لا يسقطون من ذاكرة الاحترام
الفنانة آية سماحة، المعروفة بموهبتها الصاعدة وأدائها العفوي، اختارت أن تعود خطوة إلى الوراء، وتصحح ما بدر منها في لحظة انفعال، حيث حرصت على لقاء الفنانة مشيرة إسماعيل وجهًا لوجه، لتقديم اعتذار صريح، عبّرت فيه عن احترامها الكامل لتاريخ الفنانة الكبيرة، وتقديرها لمسيرتها الفنية والإنسانية الممتدة لعقود.
وقالت آية في منشور على صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك”: “أعتذر للفنانة الكبيرة مشيرة إسماعيل عن هجومي المندفع بشكل متهور وغير مناسب.. أحترم وأقدر تاريخها الفني العريق، ولم يكن قصدي الإساءة إليها بأي شكل”.
رد مشيرة إسماعيل.. الكبار يظهرون في الأزمات
وعلى الجانب الآخر، أظهرت الفنانة الكبيرة مشيرة إسماعيل حجم رقيها وسمو مكانتها في الوسط الفني، حيث استقبلت آية بصدر رحب، وأكدت أن المحبة والاحترام بين الزملاء تبقى هي الأساس في هذا المجال، مهما تباينت وجهات النظر.
بحضور الفنان كريم فهمي، الذي تربطه علاقة صداقة قوية بمشيرة إسماعيل، وبمبادرة من الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، تم رأب الصدع وتصفية القلوب في مشهد يُدرّس في أدبيات المهنية والإنسانية.
وقالت مصادر مقربة إن مشيرة لم تكتفِ بقبول الاعتذار فحسب، بل احتضنت الموقف بكامل الحكمة، مؤكدة أن مشوارها الطويل في الفن علّمها كيف تميز بين الزلة والنية، وكيف تتعامل مع الأجيال الجديدة من الفنانين بحب وتوجيه لا بتوبيخ.
أزمة بيطرية تتحول لعاصفة إعلامية
تعود جذور الأزمة إلى تعليق غاضب نشرته آية سماحة عبر حساباتها الرسمية، اتهمت فيه –عن غير قصد– الفنانة مشيرة إسماعيل بالضلوع في قرار إغلاق عيادة بيطرية كان يعمل فيها بعض أصدقاء آية.
ورغم أن التعليق جاء كرد فعل سريع على موقف عاطفي، فإن الإساءة الضمنية التي حملها قوبلت بردود فعل واسعة، دفعت العديد من رواد السوشيال ميديا إلى انتقاد آية واتهامها بعدم احترام رموز الفن.
وبينما تطور الموقف ليأخذ طابعًا عامًا، تدخل نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي سريعًا، في محاولة لاحتواء الأزمة، قبل أن تتفاقم وتتحول إلى قطيعة فنية أو سجال لا يخدم أي طرف.
الاعتذار العلني.. درس في النضج والتواضع
قرار آية سماحة بنشر اعتذارها العلني لم يأتِ مجاملة، بل جاء إيمانًا منها بأن التراجع عن الخطأ فضيلة، وأن الاعتراف به أمام الجمهور هو أقوى أشكال النضج المهني.
تفاعل الجمهور مع المنشور كان لافتًا، حيث جاءت معظم التعليقات داعمة ومشيدة بشجاعة آية، في حين أعاد البعض نشر صور من أعمال مشيرة إسماعيل كنوع من رد الاعتبار الرمزي لها على مواقع التواصل، ما حول الواقعة إلى مناسبة لإعادة الاحتفاء بتاريخها الفني الزاخر.
مبادرات نقيب المهن التمثيلية.. سياسة “لم الشمل”
المفارقة الأهم في مشهد اعتذار آية سماحة لمشيرة إسماعيل، أن من نسّق الزيارة وحرص على إتمام المصالحة هو نقيب المهن التمثيلية، الدكتور أشرف زكي، الذي لا يكتفي بدور إداري بل يتحرك دومًا كأب روحي للوسط الفني، يجمع ولا يفرّق، ويرأب الصدع قبل أن يتحول إلى شرخ عميق.
وقد سبق لأشرف زكي أن قام بمبادرات مشابهة خلال السنوات الماضية، سواء في خلافات بين فنانين أو تعقيدات تتعلق بآراء متبادلة، ما يجعله حاضرًا دومًا كعنصر توازن وتهدئة في مشهد فني يتأرجح أحيانًا بين الانفعال والتصعيد.
الوسط الفني.. هل يتعلم من الموقف؟
أزمة الاعتذار هذه قد تبدو للبعض مجرد حدث عابر، لكنها تحمل في طياتها العديد من الدروس للوسط الفني، أبرزها:
ضرورة التمهل قبل إطلاق الأحكام، خاصة عبر مواقع التواصل.
وأهمية الاحتفاظ بمساحة من التقدير المتبادل بين الأجيال الفنية.
والاحترام المهني لا يُلغى باختلاف الآراء، بل يُعزز بالتعامل الراقي.
كما أن الاعتذار لا ينقص من قيمة الفنان بل يرفعه أمام الجمهور.
تعليقات