في إطار رؤية مصر 2030، تم إطلاق مشروع تطوير شامل لمنطقة وسط البلد بهدف استعادة مكانتها كمركز حضري حيوي يجذب الاستثمارات المحلية والدولية، حيث يسعى المشروع إلى ترميم المباني القديمة مع الحفاظ على طابعها المعماري الفريد، بالتوازي مع تطوير البنية التحتية للمنطقة.
تُعد منطقة وسط البلد في القاهرة واحدة من أبرز المعالم التاريخية التي تجسد تاريخ مصر الحديث وتحولاتها على مدى أكثر من مائة عام. فهي ليست مجرد مركز تجاري وثقافي في فترات زمنية معينة، بل كانت دائمًا محورًا للاهتمام السياسي والاجتماعي عبر العصور.
مع بدايات القرن العشرين، كانت القاهرة تشهد تحولات اجتماعية واقتصادية كبيرة، خاصة بعد أن أصبحت مركزًا تجاريًا مهمًا في العالم العربي، وكانت منطقة وسط البلد جزءًا من مخطط الخديوي إسماعيل لتحديث المدينة، وهو المخطط الذي بدأ مع افتتاح قناة السويس عام 1869.
حلم الخديوي إسماعيل ببناء مدينة حديثة ومتطورة دفعه لتوجيه الأنظار نحو وسط البلد، لتصبح مركزًا حضريًا يجمع بين الفخامة والحداثة، وابتداءً من العشرينيات، ازدهرت المنطقة بأنشطتها التجارية والثقافية، حيث شهدت انتشار البنوك والمقاهي التي أصبحت ملتقى المثقفين والفنانين والسياسيين.
خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، تأثرت مصر اقتصاديًا واجتماعيًا، إلا أن ذلك لم يوقف التطور العمراني في وسط البلد. ورغم التحديات، استمرت المنطقة في جذب التجار الأجانب وحافظت على مكانتها كوجهة فاخرة للطبقة المتوسطة والعليا.
بعد ثورة 1952، شهدت منطقة وسط البلد تغييرات كبيرة مع تبني النظام الجديد لسياسات اشتراكية. تم إنشاء مبانٍ حكومية جديدة ومؤسسات تجارية عكست الطابع الاقتصادي والاجتماعي الجديد، كما أصبحت المنطقة مركزًا للنشاط السياسي، حيث شهدت العديد من المظاهرات والاعتصامات التي تركت بصمتها على تاريخ مصر.
مع بداية السبعينيات، واجهت وسط البلد تحديات جديدة، منها تزايد الهجرة الداخلية إلى القاهرة، ما أدى إلى تدهور البنية التحتية للمنطقة وظهور مشكلات الازدحام السكاني، كما شهدت المنطقة انتقال الأنشطة التجارية الحيوية إلى مناطق أخرى أكثر تطورًا، بالإضافة إلى إهمال المباني القديمة الذي أثّر على الطابع الجمالي للمنطقة، ومع ذلك، ظلت وسط البلد مركزًا للثقافة والفنون، حيث استضافت العديد من الفعاليات الفنية والسينمائية.
في التسعينيات والعقد الأول من الألفية الجديدة، بدأت الحكومة في إعادة الاهتمام بمنطقة وسط البلد، حيث تم ترميم بعض الشوارع الحيوية مثل شارع 26 يوليو وشارع قصر النيل، ورغم التحديات بدأت وسط البلد في استعادة مكانتها كمركز للسياحة الثقافية والفنية.
يتضمن مشروع تطوير منطقة وسط البلد عدة محاور رئيسية، منها:
تمثل منطقة وسط البلد الذاكرة الحية للقاهرة وشاهدًا على تحولات مصر السياسية والاجتماعية والاقتصادية. مع انطلاق مشروع تطويرها، يبدو أن المنطقة على موعد مع فصل جديد يدمج بين التاريخ والحداثة، لتصبح وجهة عالمية تجمع بين الجمال المعماري والازدهار الاقتصادي.
تتواصل الأعمال الإنشائية داخل مشروع حدائق تلال الفسطاط، أحد أبرز المشروعات القومية في مصر، بخطى…
يبحث العديد من المواطنين عن خطوات فتح حساب بنكك بالرقم الوطني 2025، هذا وان بنك…
تتساءل الجماهير العربية والأجنبية حول معرفة ما هي مواعيد عرض فيلم home alone اليوم الأربعاء…
زيادة أسعار تذاكر زيارة هرم خوفو .. أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، ممثلةً في المجلس…
أصبح فتح حساب في بنك الخرطوم لعام 2025 أسهل من أي وقت مضى بفضل الخدمات…
سعر طن الحديد والأسمنت اليوم تصدر محركات البحث خلال الفترة الأخيرة من قبل الكثير من…