الليلة لا تفوّت المشهد.. القمر العملاق يقترب من الأرض في عرض سماوي يخطف الأنظار-

تتجه أنظار سكان المملكة العربية السعودية والوطن العربي مساء اليوم نحو السماء لمتابعة ظاهرة القمر العملاق أو ما يعرف بـ”بدر الحضيض”، حيث يكتمل قمر شهر جمادى الأولى لعام 1447 بالتزامن مع وصوله إلى أقرب نقطة من الأرض في عام 2025، مما يمنحه مظهراً أكبر حجماً وأكثر سطوعاً من القمر العادي.

القمر العملاق يظهر في أقرب مسافة من الأرض

أوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن القمر العملاق سيصل إلى لحظة الاكتمال عند الساعة 4:19 عصراً بتوقيت مكة المكرمة، عندما يكون على مسافة تقدر بـ356,978 كيلومتراً من مركز الأرض، وهي من أقرب المسافات التي يمكن أن يصل إليها القمر خلال العام، مما يجعل مشهده أكثر إشراقاً بنسبة 30% وأكبر حجماً بنحو 14% مقارنة بالبدر في حالة الأوج أو أبعد نقطة عن الأرض.

وأشار إلى أن هذه الفروق في الحجم والسطوع قد لا تكون واضحة تماماً بالعين المجردة، لكنها تظهر بوضوح في الصور الفوتوغرافية عالية الدقة، خصوصاً عند مقارنة القمر العملاق بالبدر العادي، حيث يبرز التباين في الحجم وسطوع السطح بشكل ملحوظ.

مشهد القمر العملاق وقت الشروق

يتزامن شروق القمر العملاق مع غروب الشمس من الأفق الشمالي الشرقي، في مشهد سماوي آسر يزين السماء بلون برتقالي أو أحمر في بدايته نتيجة مرور الضوء عبر الغلاف الجوي الكثيف المليء بالغبار والرطوبة، ثم يتحول تدريجياً إلى اللون الأبيض الفضي مع ارتفاعه في السماء، مما يمنح المشاهدين عرضاً بصرياً فريداً لا يحتاج إلى أي معدات خاصة، إذ يمكن الاستمتاع به بالعين المجردة من أي مكان بعيد عن أضواء المدن.

ويؤكد خبراء الفلك أن مثل هذه الظواهر تتيح فرصة لهواة التصوير الفلكي لتوثيق لقطات نادرة تجمع بين القمر العملاق والمناظر الطبيعية أو العمرانية، مما يضيف بعداً جمالياً يثير الإعجاب.

تأثير القمر العملاق على الأرض ومدى أمان الظاهرة

طمأن رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة المواطنين بأن ظاهرة القمر العملاق طبيعية تماماً ولا تشكل أي خطر على الأرض أو الغلاف الجوي، مبيناً أن تأثيرها الوحيد يتمثل في ظاهرة المد والجزر، حيث يؤدي اقتراب القمر من الأرض واصطفافه مع الشمس إلى ما يُعرف بـ”المد الحضيضي العالي”، وهو ارتفاع طفيف في مستوى مياه البحار لا يتجاوز بضع سنتيمترات.

وأضاف أن القمر العملاق يحدث عدة مرات خلال العام، إلا أن بدر هذا الشهر يُعد الأقرب والأكثر إشراقاً في 2025، مما يجعله فرصة مميزة للرصد والتصوير الفلكي، داعياً المهتمين وهواة مراقبة السماء إلى توثيق المشهد ومشاركته، نظراً لندرته وجماله الذي يخطف الأنظار.

يُذكر أن ظاهرة القمر العملاق تُعد من أكثر الظواهر الفلكية انتظاراً كل عام، حيث تمنح المشاهدين في المملكة والعالم العربي تجربة بصرية مدهشة تجمع بين الجمال الطبيعي والدقة العلمية، وتؤكد على روعة الكون واتساع أسراره.