رغم الحفاوة الكبيرة التي استُقبل بها إعلان إنتاج فيلم شمس الزناتي – البداية، واعتباره خطوة جريئة لإحياء إحدى أهم علامات السينما المصرية، إلا أن العمل يواجه في الكواليس عراقيل قد تؤجل انطلاقته، أبرزها أزمة تتعلق بعدم اكتمال السيناريو، وفقًا لما كشفه مصدر من داخل فريق الإنتاج.
أزمة سيناريو تربك الجدول الزمني للتصوير
أكد المصدر أن السيناريست محمد الدباح لم يُسلم بعد بعض المشاهد المحورية، خاصة ما يتعلق بالنهاية، مما وضع المخرج عمرو سلامة وفريق العمل في موقف حرج.
والسيناريو غير المكتمل أدى إلى تباطؤ في اتخاذ قرارات حاسمة تخص مواقع التصوير وترتيب الجدول الزمني للفريق، وهو ما قد يهدد بتأخير انطلاق تصوير المشاهد المتبقية.
أبطال الفيلم وتحدي تقديم الأسطورة بروح جديدة
يضم فيلم شمس الزناتي – البداية نخبة من النجوم الشباب والمخضرمين، في محاولة لصياغة توليفة فنية تجمع بين الحنين للأصل والابتكار في الشكل الجديد.
وعلى رأس البطولة محمد إمام، الذي يسير بخطى والده الزعيم عادل إمام، إلى جانب أمينة خليل، عمرو عبد الجليل، مصطفى غريب، أحمد داش، طه دسوقي، وأحمد خالد صالح. كما تشارك أسماء جلال في البطولة النسائية.
المخرج عمرو سلامة – المعروف بأسلوبه البصري الجريء – يواجه تحديًا غير مسبوق في إعادة تقديم قصة شمس الزناتي، التي حُفرت في ذاكرة الجمهور المصري منذ عرض النسخة الأصلية عام 1991.
الجديد هنا أن الفيلم لن يكون مجرد إعادة إنتاج، بل يقدم Prequel أي جزء سابق في الأحداث، يكشف خلفية بعض الشخصيات الأساسية ويقدم سردًا مختلفًا عن النضال والتضحية.
الإنتاج يطمئن الجمهور: لا نية للإلغاء
رغم التأخير، نفى القائمون على فيلم شمس الزناتي وجود أي نية لإلغاء المشروع أو حتى تأجيله إلى أجل غير مسمى، بل أكدوا أن التصوير سيُستأنف في شهر يونيو المقبل، فور الانتهاء من بناء الديكورات وتصميم الأزياء، إلى جانب تنسيق مواعيد أبطال العمل.
كما أشاروا إلى أن جزءًا من المشاهد قد تم تصويره بالفعل، ما يعني أن عجلة الإنتاج قد دارت بالفعل، ولو ببطء.
ضخامة الإنتاج… سلاح ذو حدين
يعتمد فيلم شمس الزناتي – البداية على إنتاج ضخم، يتضمن عددًا كبيرًا من مواقع التصوير، وفريقًا متنوعًا من الممثلين والفنيين، مما يجعل عملية التنظيم أكثر تعقيدًا، لكنها في الوقت ذاته تفتح المجال لتقديم تجربة سينمائية ذات جودة عالية.
المشروع يُعد مغامرة فنية طموحة، لا سيما في ظل المقارنات الحتمية التي ستُعقد بينه وبين النسخة الأصلية التي أخرجها سمير سيف، وقاد بطولتها عادل إمام، ومجموعة من كبار النجوم مثل محمود حميدة، سوسن بدر، ومحمود الجندي.
عودة «شمس الزناتي»: تجديد للذاكرة السينمائية أم مخاطرة؟
يبقى السؤال المطروح في الأوساط السينمائية: هل ينجح فيلم شمس الزناتي – البداية في إعادة إحياء هذه الأسطورة السينمائية بروح معاصرة دون أن يفقد جوهرها الأصلي؟ الجمهور المصري المعروف بولائه لأيقوناته الفنية ينتظر بفارغ الصبر النتيجة، لكن الطريق ما زال محفوفًا بالتحديات الفنية والتنظيمية.
في النهاية، يبدو أن فيلم شمس الزناتي يخوض معركته الأولى خلف الكاميرات، حيث تتداخل الطموحات الفنية مع الواقع الإنتاجي الصعب، ويبقى الأمل قائمًا في أن يُترجم هذا المشروع إلى عمل يليق بتاريخ السينما المصرية ويضيف إلى رصيدها صفحة جديدة من النجاح.
تعليقات